أكد خالد الخطيب، محلل الأسواق المالية في "إيزي ماركتس"، أن المستثمرين يواجهون حالياً جملة من التحديات والتقلبات الناتجة عن عدة جبهات مفتوحة أبرزها التوترات الجيوسياسية، التعريفات الجمركية، وقرارات البنوك المركزية، مشدداً على أن التركيز الرئيسي يجب أن يكون حالياً على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة مع عودته لواجهة التأثير السياسي والاقتصادي.
وقال الخطيب خلال لقاء عبر زووم مع قناة الشرق بلومبرج، إن تأثير الحرب الدائرة حالياً على الأسواق كان "محدوداً نسبياً"، حيث لم تصل أسعار الذهب إلى قممها التاريخية عند 2500 دولار، كما لم تشهد الأسواق الأميركية تراجعات حادة، مشيراً إلى أن المستثمرين يترقبون أي تدخل أجنبي مباشر، خصوصاً أمريكي، في الصراع بين إسرائيل وإيران، وهو ما قد يغيّر المعادلة بشكل جذري.
وأوضح أن تدخل واشنطن في النزاع العسكري قد يدفع الذهب للارتفاع مجدداً نحو مستويات قياسية، ويرفع أسعار النفط بشكل قوي، مع احتمالات تراجع حاد في الأسهم الأمريكية، لكنه استدرك بأن هذه الانخفاضات غالباً ما تُعد فرصاً للمستثمرين للعودة إلى الشراء، كما حدث في أبريل الماضي.
تفاؤل نسبي بالنصف الثاني من 2025
وحول توقعات الأسواق لبقية العام، اعتبر الخطيب أن هناك مؤشرات على تفاؤل محتمل في النصف الثاني من 2025، رغم التشاؤم الذي ساد الربع الأول بسبب التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وأكد أن "سياسة ترامب عادة ما تبدأ بمطالب مرتفعة وتصعيد، لكنها تنتهي غالباً باتفاق"، متوقعاً أن تسهم هذه الديناميكية في تهدئة المخاوف مع مرور الوقت.
الدولار يفقد بريقه كملاذ آمن
من جهة أخرى، أشار الخطيب إلى أن الدولار الأمريكي فقد جزئياً مكانته التقليدية كملاذ آمن، حيث بات المستثمرون يتجهون إلى الذهب والين الياباني في أوقات التوتر.
وأرجع هذا التحول إلى السياسات الاقتصادية والإجراءات العقابية التي اتبعها ترامب ضد بعض الدول، مما دفع العديد من الحكومات والمؤسسات لتقليل الاعتماد على الدولار في التحوط من المخاطر.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الأسواق لا تزال "مرنة ولكن حذرة"، وأن مستقبل الأداء المالي مرهون بالتطورات السياسية والجيوسياسية خلال الأشهر المقبلة.