قال المهندس نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، إن العلاقة بين العرب وإيران ينبغي أن تكون أقرب وأكثر انسجامًا، بحكم القرب الثقافي والديني والجغرافي، متسائلًا عن أسباب اتساع الفجوة بين الجانبين رغم الروابط المشتركة.
وأضاف ساويرس في لقاء عبر زووم مع قناة العربية Business: "دائمًا أستغرب من أن إيران ليست معنا كعرب، بينما نحن وإياهم أقرب شعوب إلى بعض، في الثقافة والدين وحتى التاريخ. من المفترض أن نكون يدًا واحدة، خاصة أننا ننتمي إلى نفس الدين، وإن اختلفت المسميات أو التوجهات. لكن إيران فشلت في احتواء الأمة العربية منذ البداية".
وأشار إلى أن سلسلة من السياسات الإيرانية ساهمت في تعميق الخلاف مع الدول العربية، قائلاً: "بدأت الخلافات مع النزاع حول الجزر مع الإمارات، ثم بدعم الميليشيات في العراق ولبنان واليمن، ما تسبب في عداوات مع دول عربية عديدة. رغم ذلك، الشعب الإيراني نفسه قريب جدًا منا، وأنا درست مع شباب إيرانيين خلال الثورة الإيرانية وكان بيننا محبة كبيرة."
وتطرق ساويرس إلى بعض المواقف التي يرى أنها زادت من التوتر، مثل تسمية شارع باسم قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات في طهران، قائلاً إن مثل هذه التصرفات كانت "غير موفقة، خاصة في ظل حاجة المنطقة للتقارب وليس الانقسام".
كما أشار إلى أن هناك دولًا عربية وإن أظهرت موقفًا رسميًا رافضًا للضربات الإسرائيلية على إيران، فإنها في الواقع غير منزعجة منها، بسبب القلق من امتلاك طهران قنبلة نووية، وهو ما قد يهدد الأمن القومي العربي.
وأضاف: "إيران إن امتلكت القنبلة الذرية، فلمن ستستخدمها؟ إسرائيل بعيدة جغرافيًا، والتهديد سيكون أقرب لنا نحن كعرب، في ظل غياب توازن الردع".
وختم حديثه بالدعوة إلى المصالحة والسلام: "كنا نأمل أن تؤدي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى مصر، وزيارة وزير السياحة الإيراني كذلك، إلى فتح صفحة جديدة. نرجو أن تنتهي الحرب الحالية، وأن نتجه إلى سلام جماعي بدلًا من هذه الحروب التي لا تؤدي إلا إلى الدمار، وموت الأبرياء، وتعطيل الاقتصادات".