إيران تحذّر تل أبيب: لم نستهدف المناطق السكنية حتى الآن وصاروخ واحد يكشف حجم قوتنا


الاثنين 16 يونية 2025 | 05:55 مساءً
رد إيران على هجمات إسرائيل
رد إيران على هجمات إسرائيل
حسين أنسي

في تصريح يحمل نبرة تحذير شديدة اللهجة، أكدت مصادر إيرانية مطلعة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تزال تتجنب استهداف المناطق السكنية في عمق الأراضي المحتلة بشكل مباشر، مراعاةً للحسابات الإنسانية والقانونية، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن استمرار ما وصفته بـ"حماقات قادة الكيان الصهيوني" قد يدفع طهران إلى تغيير قواعد الاشتباك بشكل جذري.

وقالت المصادر: "لقد أثبتنا قدرتنا في الميدان، ومع ذلك لا نزال نمارس أعلى درجات ضبط النفس"، في إشارة إلى الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة التي طالت مواقع عسكرية حساسة داخل إسرائيل، دون أن تطال الأحياء المدنية بشكل مباشر.

وحذّرت من أن العدوان المتواصل من حكومة بنيامين نتنياهو، والذي وصفته بـ"العداء الأحمق في توقيت حساس"، قد يُكلّف إسرائيل ثمنًا باهظًا. وتابعت: "هذا التصعيد لن يكون مغامرة عابرة، بل قد يتحوّل إلى بداية النهاية للكيان الصهيوني".

"خرمشهر 4" يكشف معادلة الردع الجديدة

وفي إطار استعراض القدرات العسكرية الإيرانية، لفتت التقارير إلى أن الخسائر الأخيرة التي لحقت بالبنية العسكرية الإسرائيلية جاءت نتيجة إطلاق صاروخ واحد فقط من طراز "خرمشهر 4"، والذي يُعد من أكثر الصواريخ تطورًا في الترسانة الإيرانية.

ويتميّز هذا الصاروخ برأس حربي ضخم يبلغ وزنه 1800 كيلوغرام، ينشطر عند اقترابه من الهدف إلى 80 قطعة قاتلة، ما يضاعف من تأثيره التدميري على الأرض، ويجعل منه سلاحًا استراتيجياً في أي مواجهة مقبلة.

وتساءلت المصادر الإيرانية: "تخيلوا ماذا سيحدث لو سقط مئة صاروخ من هذا النوع على تل أبيب في آنٍ واحد؟"، في إشارة واضحة إلى أن ما تم استخدامه حتى الآن لا يمثل سوى جزء يسير من القدرة الصاروخية الإيرانية التي يمكن تفعيلها إذا اقتضت الضرورة.

التلويح بالقوة وسط ضبط النفس

ورغم تصاعد لهجة التحذير، تؤكد طهران مرارًا أنها لا تسعى إلى إشعال فتيل حرب شاملة، لكنّها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التهديدات الإسرائيلية المتكررة واستهدافها للأراضي الإيرانية أو لحلفائها الإقليميين.

ويبدو أن الرسائل الصاروخية الأخيرة، إلى جانب التصريحات الصارمة، تأتي في سياق معادلة ردع جديدة تحاول إيران رسم ملامحها، في ظل تصاعد التوتر العسكري والسياسي في المنطقة.