باركليز وHSBC يواصلان تمويل شركات الوقود الأحفوري رغم تعهداتهما


الاربعاء 11 نوفمبر 2020 | 02:00 صباحاً
مالك عبدالله

رفع بنك باركليز البريطاني حجم تمويله للشركات العاملة في مجال الوقود الأحفوري هذا العام، فيما واصل بنك HSBC تقديمه مليارات الدولارات لهذه الشركات، رغم تعهدهما بمعالجة تغير المناخ، وذلك وفقًا لبيانات من برنامج Fund Our Future، الذي يعد شبكة للمنظمات غير الحكومية يوم الأربعاء.

قال برنامج Fund our Future في بيان: "قدم بنك باركليز نحو 24.6 مليار دولار في عمليات الاكتتاب والإقراض لشركات الوقود الأحفوري الكبرى خلال الأشهر التسعة المنتهية في سبتمبر / أيلول، مقارنة بنحو 24.4 مليار دولار في العام السابق".

استشهد برنامج Fund Our Future ببيانات من منظمة Rainforest Action Network غير الحكومية، والتي قيمت الأرقام من 2100 شركة تعمل في قطاعات الفحم والغاز والنفط.

كما انتقد البرنامج بنك HSBC العملاق لتقديمه حوالي 19 مليار دولار لشركات الوقود الأحفوري خلال نفس الفترة، وهو ما يعد تراجع بنحو 21.6 مليار دولار عن العام السابق.

سبق أن تعهد كل من بنك باركليز وبنك HSBC في وقت سابق من هذا العام بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية عبر استثماراتهما بحلول عام 2050، تحت الضغط الذي يدعوهم للمساعدة في معالجة تغير المناخ.

شدد باركليز على أنه يعمل على تحقيق الهدف رداً على التقرير، وأكد أنه سيطلع المساهمين على التقدم المحرز في وقت لاحق من العام.

كما قال بنك HSBC إن القطاع المالي له دور رئيسي يلعبه. وأضاف متحدث باسم المجموعة: "يدرك بنك HSBC دور القطاع المالي في معالجة تغير المناخ".

صرح متحدث باسم باركليز لوكالة فرانس برس: "نتفق على أن الهدف النهائي لنا جميعًا هو اقتصاد خالٍ من الكربون، ولهذا السبب وضعنا طموحًا أن نكون بنكًا ذو انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. في الوقت الذي نتحرك فيه نحو هذا الهدف، سنواصل تمويل منتجي الطاقة الذين يوفرون احتياجاتنا من الطاقة اليوم والذين يستثمرون بنشاط في التحول من الوقود الأحفوري. يتمثل الاختبار الحقيقي، الذي نعمل على تحقيقه منذ أبريل / نيسان، هو قياس انبعاثات الكربون من المنتجات المالية، وليس فقط المستوى العام للتمويل، وهذه هي المهمة التي أخذنا على عاتقنا إنجازها لإبلاغ المستثمرين بنتائجها بحلول نهاية هذا العام".

سبق أن أعلن بنك HSBC أوائل الشهر الماضي، توفير تمويل يتراوح بين 750 مليار دولار وتريليون دولار لمساعدة العملاء على الانتقال من الوقود الإحفوري لمصادر صديقة للبيئة.

وقال الرئيس التنفيذي للبنك نويل كوين لرويترز إن البنك يستهدف صافي انبعاثات كربون صفرية من جميع عملائه بحلول عام 2050 على أبعد تقدير.

دعا مدير مجموعة حملة BankTrack يوهان فرينز، إلى اتخاذ إجراءات "جديرة بالثقة" قبل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لعام 2021 (COP26) التي ستعقد في غلاسكو العام المقبل.

قال فرينز: "لن تساوي التزامات بنكي باركليز و HSBCبتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، أكثر من الأوراق التي كتبت عليها، إلا إذا ترتب عليها عواقب سريعة وعميقة على تمويلهما المستمر لصناعة الوقود الأحفوري اليوم".

أضاف فرينز: "لا يمكنك أن تتوقع تلقي الثناء الآن على تعهدك بالتزامات تمتد عبر 30 عامًا، بينما تستمر في ضخ المليارات في شركات الفحم والنفط والغاز. يتطلب تحقيق صافي إنبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وجود خطة موثوقة للتخلص التدريجي من صناعة الوقود الأحفوري بأكملها قبل قمة COP26 في غلاسكو، على أبعد تقدير".

أعلن بنك باركليز الشهر الماضي، أرباحًا أفضل بكثير من التوقعات للربع الثالث من العام الحالي، مع تحول أنشطته الموجهة للمستهلكين إلى الربحية مجددًا، وانخفضت المخصصات المرتبطة بالقروض المعدومة مقارنة مع الربع السابق.

سجل باركليز أرباح قبل الضرائب بقيمة 1.1 مليار جنيه إسترليني (1.44 مليار دولار) للفترة بين يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول.

جنّب البنك البريطاني رسومًا لانخفاض قيمة الائتمان والمخصصات للربع بواقع 608 ملايين إسترليني ( 794,23 مليون دولار).

تراجعت أرباح بنك HSBC بعد الضرائب خلال الربع الثالث 46% لتصبح ملياري دولار، بينما انخفضت قبل الضرائب 36% لتصل 3.1 مليار دولار.

تراجعت إيرادات الشركة 11% إلى 11.9 مليار دولار، بسبب تراجع معدلات الفائدة على الودائع بأنحاء العالم.

تأثرت عدة قطاعات بشكل إيجابي تتضمن قطاعات تأمينات الحياة والائتمان، كما زادت إيرادات الأسواق العالمية.

تراجعت أرباح البنك بعد خصم الضرائب خلال التسعة أشهر الأولى من العام بنحو 62% إلى 5.2 مليار دولار، كما انخفضت الإيرادات 9% لتصل إلى 38.7 مليار دولار.

زادت الخسائر المتوقعة للائتمان بنحو 5.6 مليار دولار لتصل إلى 7.6 مليار دولار بسبب تأثير تفشي كوفيد-19، والتوقعات المستقبلية للاقتصاد.

زادت مخصصات الخسائر الائتمانية المتوقعة للقروض من 8.7 مليار دولار في نهاية العام الماضي، إلى 13.7 مليار دولار بنهاية سبتمبر / أيلول.