في عرض نادر من نوعه لم يتكرر منذ قرابة ثمانية عقود، طرحت عائلة اسكتلندية جزيرة "شونا" الساحرة، الواقعة قبالة الساحل الغربي لاسكتلندا، للبيع بسعر 5.5 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل نحو 7.44 مليون دولار أمريكي)، بحسب تقرير لوكالة "بلومبرج".
جزيرة بعمر 9 آلاف عام.. ومساحة تفوق 1100 فدان
تتمتع جزيرة شونا بتاريخ طويل يعود إلى نحو 9 آلاف عام، وتغطي مساحة تزيد عن 1100 فدان، بطول 5 كيلومترات وعرض 2.5 كيلومتر، ما يجعلها واحدة من أبرز الجزر الخاصة المعروضة للبيع حاليًا في أوروبا. وتضم الجزيرة:
8 منازل سكنية
عدد من الأكواخ السياحية تستوعب حتى 52 ضيفًا
أطلال قلعة قديمة
تضاريس طبيعية متنوعة بين الشواطئ الرملية والسواحل الصخرية
رغم افتقار الجزيرة للبنية التحتية الحديثة كشبكات الطرق والاتصالات، إلا أنها تعتمد على الطاقة المتجددة من الشمس والرياح والمولدات، وتوفر تجربة فريدة لعشاق العزلة والاستدامة البيئية.
من الفيكونتيسة إلى المستثمر المنتظر
يعود تاريخ ملكية العائلة الحالية للجزيرة إلى أواخر الأربعينيات، حين اشترتها "الفيكونتيسة سيلبي" بعد زيارتها لأحد مكاتب العقارات في لندن، قائلة ببساطة: "هل لديكم أي جزر للبيع؟".
ويروي حفيدها، جيم غالي، أنه نشأ على أرض الجزيرة وسط الطبيعة والحيوانات البرية، وشارك لاحقًا في إدارة المشاريع السياحية والمزارع. واليوم، بعد انتقال والده إلى جزيرة مجاورة، تأمل العائلة في بيع الجزيرة لمن يستطيع تطويرها.
حياة برية غنية ومقومات بيئية فريدة
تحولت جزيرة شونا إلى ملاذ آمن للحيوانات البرية، إذ تضم:
الأيائل الحمراء والغزلان
النسور والدلافين والفقمات
ارتفاعات تصل إلى 300 قدم فوق سطح البحر
كل هذه المقومات تجعل الجزيرة مرشحة قوية لأن تصبح منتجعًا بيئيًا فاخرًا أو مركزًا لمشاريع "إعادة التوحش" التي تكتسب شهرة متزايدة في اسكتلندا.
الوصول إلى الجزيرة
تتميز "شونا" بسهولة الوصول إليها نسبيًا، حيث يمكن الوصول عبر قارب من ميناءي "كروبه" أو "أردواني" خلال 10 دقائق فقط. كما تحتوي على مواقع لهبوط المروحيات.
وتُدار حاليًا سبعة من المنازل كمساكن سياحية، تبدأ أسعار الإيجار الأسبوعي فيها من 675 جنيهًا إسترلينيًا وتصل إلى 1300 جنيه حسب الموسم، وتشمل أنشطة مثل:
الرماية
جمع الأغنام
التنقل بالقوارب الخاصة
تاريخ عريق وقلعة بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني
تشير الأدلة الأثرية إلى أن الجزيرة مأهولة منذ العصر الحجري، إذ عُثر على سيوف من العصر الحديدي في مستنقعاتها. وفي عام 1321، منحها الملك روبرت بروس لعشيرة كامبل، قبل أن تنتقل إلى عشيرة ماكلين. وفي 1910، اشتراها رجل أعمال أسترالي، وشيد فيها قلعة فخمة تكلفتها المعادلة حاليًا تصل إلى 30 مليون جنيه إسترليني.
مستقبل شونا: بين الاستثمار البيئي والملاذ الخاص
جيم غالي يأمل أن يجد المالك الجديد شغفًا بالطبيعة والخصوصية، ويقول: "لقد فعلنا ما بوسعنا... والآن نأمل أن يأتي من يعيد الحياة إلى الجزيرة ويكتب فصلاً جديدًا في تاريخها".