أشاد سامح الحفني، وزير الطيران المدني، بالدور المحوري الذي قامت به المراقبة الجوية المصرية وكافة العاملين بالمطارات خلال الساعات الماضية، بعد حالة الإرباك الشديدة التي شهدتها حركة الطيران في المنطقة إثر التصعيد العسكري الأخير في الشرق الأوسط، وما ترتب عليه من إغلاق واسع للمجالات الجوية بعدة دول.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج "على مسؤوليتي" على قناة صدى البلد، وجه الحفني تحية خاصة لـ "رجال المراقبة الجوية المصرية، الذين أثبتوا أنهم بحق من ذهب"، مشيرًا إلى أنهم تمكنوا من التعامل بكفاءة عالية مع حجم غير مسبوق من الطائرات المحوّلة من أجواء أخرى إلى المجال الجوي المصري.
إغلاق مفاجئ لأجواء الدول المجاورة.. ومصر تتدخل لتنظيم الفوضى
وأوضح الحفني أن ما حدث بدأ بشكل مفاجئ عقب الضربات الجوية التي أدت إلى إغلاق المجالات الجوية الأردنية والعراقية والإيرانية، وهو ما تسبب في تحويل مسار مئات الرحلات الجوية التي كانت تحلق بالفعل في الأجواء. وقال:
"لم يكن الأمر مجرد استقبال طائرات إضافية فقط، بل كان الأمر يتطلب تنسيقًا لحظيًا عالي المستوى مع كل المناطق المجاورة، حيث زاد عدد الطائرات داخل المجال الجوي المصري من 300-350 طائرة في المتوسط إلى أكثر من 650 طائرة في وقت قصير جدًا."
وأكد أن هذا التحول المفاجئ تطلب تقليل المسافات الزمنية بين الرحلات، وتوزيعها على مسارات واتجاهات رادارية مختلفة، للحفاظ على معايير السلامة، مشددًا على أن المراقبة الجوية تعاملت مع الأمر باحترافية بالغة.
استعدادات سريعة في المطارات.. والقاهرة استقبل 16 طائرة دفعة واحدة
وأضاف الحفني أن مطار القاهرة الدولي استقبل وحده 16 طائرة محوّلة خلال فترة الذروة، والتي تشهد بطبيعتها تشغيل أكثر من 100 رحلة. كما استقبل مطار شرم الشيخ نحو 5 إلى 6 طائرات.
وأشار إلى أن عمليات الهبوط، وتفريغ الطائرات، وتزويدها بالوقود، وإعادة تجهيزها بالمؤن والمستندات، تمت في وقت قياسي، لم يتجاوز ساعتين فقط، وهو ما يُعد نجاحًا كبيرًا للمنظومة التشغيلية.
إلغاء وتحويل بعض الرحلات لدواعٍ احترازية
وحول ما إذا كانت مصر قد ألغت أو عدّلت من بعض رحلاتها، أكد الوزير أن بعض الرحلات تم إلغاؤها لدواعٍ احترازية تتعلق بسلامة الركاب والطواقم، بناءً على تقييم المخاطر والتنسيق مع الدول المعنية. وذكر أن مصر للطيران أوقفت مؤقتًا بعض الرحلات إلى أربيل، بغداد، الأردن، ولبنان.
وأضاف: "نحن لا نتخذ قرارًا بالإلغاء إلا بعد مراجعة دقيقة للحالة الجوية والمجال الجوي والمطارات المستقبِلة، ونعمل بالتنسيق مع شركات الطيران الأخرى لضمان سلامة التشغيل."
عودة تدريجية لحركة الطيران في بعض الأجواء.. والحذر لا يزال قائمًا
وأوضح الحفني أن بعض الأجواء بدأت في العودة للعمل، مثل الأجواء العراقية، الأردنية، والسورية، مشيرًا إلى أن التنسيق جارٍ لاستئناف الرحلات تدريجيًا إليها. أما بالنسبة للمطارات القريبة من مناطق التوتر مثل لبنان، فتُتخذ بشأنها إجراءات وقائية إضافية، "نُفضل أن تصل الطائرات في ساعات النهار، ونُقلل من فترات بقائها على الأرض. التأني مهم لضمان أعلى مستويات السلامة."
وأشار الوزير إلى أن الأولوية حاليًا لإعادة تشغيل الرحلات إلى لبنان، ثم أربيل وبغداد، وأن فرق العمل في غرفة العمليات تتابع التطورات بشكل لحظي لاتخاذ القرارات المناسبة.