إصابة 150 هدفًا إسرائيليًا.. الحرس الثوري يكشف تفاصيل عملية "وعد الصادق 3"


السبت 14 يونية 2025 | 02:41 صباحاً
الرد الإيراني على إسرائيل
الرد الإيراني على إسرائيل
حسين أنسي

في أول تعليق رسمي إيراني يكشف أبعاد الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل، أعلن اللواء أحمد وحيدي، المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، أن الحرس الثوري نفّذ عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت أكثر من 150 موقعاً استراتيجياً داخل إسرائيل، مساء أمس الجمعة، ضمن ما وصفه بـ”الرد المشروع” على الضربات التي طالت منشآت عسكرية داخل إيران.

وفي مقابلة بثها التلفزيون الإيراني الرسمي، أوضح وحيدي أن العملية، التي حملت اسم “وعد الصادق 3”، نُفذت على عدة مراحل متتالية باستخدام صواريخ باليستية دقيقة وطائرات مسيّرة هجومية، مشيراً إلى أنها استهدفت مواقع عسكرية حساسة وهياكل أمنية تعتبر من الأعمدة الأساسية لقدرات إسرائيل الدفاعية والهجومية.

أهداف استراتيجية تحت القصف

من بين أبرز الأهداف التي شملتها الضربات الإيرانية، بحسب وحيدي، قاعدة نواتيم الجوية جنوب إسرائيل، التي تعد مركزاً رئيسياً لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك طرازات F-35 وF-16 وF-15، إلى جانب طائرات الشحن وتزويد الوقود. كما تضم القاعدة وحدات متخصصة في القيادة والسيطرة، ومراكز للحرب الإلكترونية والتجسس.

وأضاف أن الضربات استهدفت أيضاً منشآت تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، ومراكز صناعية عسكرية تُستخدم في تصنيع منظومات الأسلحة، معتبراً أن هذه المنشآت تسهم في “تأجيج الصراعات” في المنطقة وتدعم ما وصفه بـ”العدوان المستمر على شعوب الإقليم”.

وأشار وحيدي إلى أن الضربات الصاروخية تمت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، وجرى التخطيط لها وتنفيذها في إطار عملية “معقدة ومنسقة بدقة عالية”، تؤكد – على حد قوله – قدرة إيران على توجيه ضربات مؤلمة في عمق الأراضي الإسرائيلية.

اتهامات مباشرة لواشنطن

ووجّه المسؤول الإيراني اتهامات مباشرة للولايات المتحدة، قائلاً إن “الكيان الصهيوني ما كان ليجرؤ على مهاجمة الأراضي الإيرانية دون الغطاء والدعم الأمريكي الكامل”.

 وذكر أن الرئيس الأمريكي أبدى دعماً صريحاً للهجوم الإسرائيلي، مؤكداً في الوقت نفسه أن منظومات الدفاع الجوي الأمريكية شاركت بشكل مباشر في محاولة اعتراض الصواريخ الإيرانية فوق الأجواء الإسرائيلية.

وتابع وحيدي أن بعض الضربات التي استهدفت إيران انطلقت من أجواء العراق، متهماً واشنطن باستخدام الأراضي العراقية كمنصة لانطلاق عمليات عدوانية ضد بلاده، وهو ما اعتبره “خرقاً خطيراً للسيادة الإقليمية وتورطاً مباشراً في التصعيد العسكري”.

الرد الإسرائيلي يتواصل

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، عن توسيع عملياته العسكرية داخل إيران، مؤكدًا تنفيذ ضربات دقيقة ضد قاعدتين جويتين تابعتين للحرس الثوري الإيراني في همدان وتبريز، الواقعتين غرب البلاد. 

وذكر البيان الرسمي أن الغارات الجوية أسفرت عن “تدمير شامل” لقاعدة تبريز، التي كانت تُستخدم – وفق الرواية الإسرائيلية – في تسيير طائرات بدون طيار وتخزين معدات عسكرية متقدمة.

وتأتي هذه الضربات في سياق الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الواسع الذي نفذته إيران، والذي شمل عشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي استهدفت مناطق متعددة داخل إسرائيل، أبرزها العاصمة تل أبيب ومنطقة جوش دان، ما أسفر عن إصابات وأضرار مادية جسيمة.

الوضع الميداني في الداخل الإسرائيلي

في الداخل الإسرائيلي، لا تزال طواقم الإطفاء والإنقاذ في حالة استنفار كامل للتعامل مع تداعيات الهجوم الإيراني. وأفادت إدارة الإطفاء أن فرقها تعمل على إخلاء مصابين ومحاصرين من مبنى شاهق اشتعلت فيه النيران وسط منطقة دان، إضافة إلى تدخلات مماثلة في عدة مواقع أخرى شهدت دماراً كبيراً.

ورغم محاولات الطرفين احتواء الموقف سياسيًا، فإن المؤشرات على الأرض توحي بمزيد من التصعيد، وسط تحذيرات دولية متزايدة من تحول الصراع إلى مواجهة إقليمية شاملة يصعب التنبؤ بمآلاتها.