شهدت أسعار البلاتين والبلاديوم صعوداً قوياً خلال يونيو الجاري، حيث بلغ البلاتين أعلى مستوياته منذ فبراير 2021، فيما سجل البلاديوم ذروته في سبعة أشهر. ويأتي هذا الأداء في ظل تزايد المخاوف بشأن الإمدادات وعودة اهتمام المستثمرين، إلا أن المحللين أبدوا تحفظاً حيال استدامة مكاسب البلاديوم نتيجة اعتماده شبه الكامل على قطاع واحد.
البلاتين: تنوع الاستخدامات يدعم الزخم الصعودي
ارتفع سعر البلاتين الفوري إلى 1,272.45 دولار للأوقية يوم الأربعاء، بزيادة 41% منذ بداية 2025، مدفوعاً بعدة عوامل منها اضطرابات الإمدادات، وزيادة الطلب على المجوهرات في ظل ارتفاع الذهب، بالإضافة إلى زخم فعالية "أسبوع البلاتين" في لندن.
ويرى المحللون أن تنوع استخدامات البلاتين يمنحه أفضلية على البلاديوم، حيث يُستخدم أيضاً في المركبات التجارية الثقيلة التي تتباطأ وتيرة تحولها نحو الكهرباء، فضلاً عن دوره المحتمل في اقتصاد الهيدروجين الناشئ.
البلاديوم: الارتفاع مهدد بضيق قاعدة الطلب
أما البلاديوم، فقد ارتفع إلى 1,078.62 دولار للأوقية، محققاً زيادة سنوية بنحو 18%، إلا أنه لا يزال أقل من ذروته في أكتوبر الماضي. ويعتمد نحو 90% من الطلب على البلاديوم على صناعة المحولات الحفازة للسيارات التي تعمل بالبنزين، ما يجعله عرضة لتداعيات التوسع المتسارع في قطاع السيارات الكهربائية.
ووصفت مذكرة صادرة عن "بنك أوف أميركا" البلاديوم بأنه "رهان أحادي الجانب"، محذّرة من أن النمو القوي في مبيعات السيارات الكهربائية في الصين قد يضغط بقوة على الطلب المستقبلي.
السيارات الكهربائية والذهب يدعمان المشهد
ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن إلى 1.5 مليون سيارة في أبريل، منها 900 ألف في الصين، ما يمثل زيادة بنسبة 32% عن نفس الشهر في 2024. ويُتوقع أن تستفيد أسعار البلاتين من هذا التحول في الأجل المتوسط، خاصة مع تنامي استخدامه في تقنيات الوقود البديل.
كما ساهم صعود أسعار الذهب الذي ارتفع بنسبة 27% منذ بداية العام—في تحفيز الطلب على المجوهرات، ما يعزز من أداء البلاتين، إلى جانب ارتفاع أسعار الفضة بنسبة 26% خلال نفس الفترة.
التوقعات المستقبلية
يتوقع خبراء السوق استمرار الدعم لأسعار البلاتين خلال الأشهر الستة إلى الاثني عشر المقبلة، شرط استمرار الزخم في الطلب على المجوهرات وتعافي الطلب من قطاع السيارات، بالإضافة إلى تسارع الاعتماد على حلول الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين. وفي المقابل، تبقى آفاق البلاديوم أكثر هشاشة بسبب اعتماده الضيق واحتمال تراجع الطلب مع ازدياد تبني السيارات الكهربائية.