عبّر رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، اليوم الأربعاء، عن أسفه لبعض المنشورات التي نشرها الأسبوع الماضي على منصة "إكس" والتي انتقد فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفًا تلك المنشورات بأنها «ذهبت بعيدًا للغاية».
وتأتي هذه التصريحات في خطوة اعتبرها كثيرون إشارة إلى تهدئة الخلاف بين الطرفين بعد أيام من التوتر العلني.
انتقادات ترامب وماسك
وكان ترامب قد قال، في وقت سابق، إن علاقته بماسك قد انتهت، وذلك بعد أن تبادلا الانتقادات اللاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد فتحت شركة تسلا تبويبًا جديدًا حين وصف ماسك مشروع قانون الضرائب والإنفاق الشامل الذي اقترحه ترامب بأنه «رجس مثير للاشمئزاز»، وفقًا لوكالة رويترز.
وبعد أن هدأت حدة التوتر، حذف ماسك بعض المنشورات التي انتقد فيها ترامب، من بينها منشور أشار فيه إلى دعمه لعزل الرئيس السابق، وكتب على "إكس": «يؤسفني بعض منشوراتي عن الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي.. لقد ذهبت بعيدًا جدًا»، من دون أن يحدد المنشورات المقصودة.
في المقابل، علّق ترامب على تصريحات ماسك، قائلًا لصحيفة نيويورك بوست: «اعتقدت أنه من اللطيف جدًا أن يفعل ذلك».
تأسيس حزب ثالث
بحسب مصادر مطلعة، كان السيناتور جيه دي فانس والمستثمر ديفيد ساكس، وكلاهما مقرب من ترامب وماسك، وراء مساعي التهدئة بين الرجلين، وتردد أن ماسك، الذي سبق أن ألمح إلى إمكانية تأسيس حزب ثالث، كان جادًا في نواياه، مما شكّل مصدر قلق داخل الحزب الجمهوري، وفقًا لرويترز.
من جانبهم، رأى محللون أن لهجة ماسك الأخيرة تعكس رغبة في حماية مصالحه التجارية، خصوصًا مع امتلاكه عقودًا ضخمة مع الحكومة الأمريكية من خلال شركته "سبيس إكس"، وتورطه في استثمارات ضخمة في تسلا وشركات تكنولوجيا أخرى.
وقالت مامتا فاليتشا، المحللة لدى "كويلتر شيفيوت": "التحوّل في نبرة ماسك قد يشير إلى محاولته تجنّب المزيد من الضرر لأعماله".
أسهم شركة تسلا
استعادت أسهم شركة تسلا جزءًا كبيرًا من الخسائر التي مُنيت بها خلال الخلاف العلني، إذ ارتفعت بنسبة 1.3% اليوم الأربعاء، بعد أن كانت قد خسرت أكثر من 150 مليار دولار من قيمتها السوقية الأسبوع الماضي.
وذكرت تقارير أن مستشارين لترامب، من بينهم سوزي ويلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، أجروا محادثات مع ماسك، بالتزامن مع منشورات على "إكس" تدعوه إلى تقديم اعتذار صريح للرئيس ترامب، الأمر الذي قابله ماسك باستفهام «ما هو الاعتذار بالضبط؟» قبل أن يتراجع ويحذف منشوراته.
وكان ماسك قد قدّم دعمًا ماليًا كبيرًا لحملة ترامب الانتخابية لعام 2024، حيث تشير تقارير إلى أنه أنفق قرابة 300 مليون دولار خلال الانتخابات الماضية، ويُعتبر من أكبر المانحين للحزب الجمهوري، كما كُلّف من قبل ترامب برئاسة لجنة تهدف إلى تقليص حجم الجهاز البيروقراطي في الحكومة الفيدرالية.
مشروع قانون ترامب الضريبي
لكن الخلاف تفاقم بعد أن وصف ماسك مشروع قانون ترامب الضريبي بأنه «مكلف للغاية»، ما دفع ترامب إلى التهديد بإنهاء العقود الحكومية الممنوحة لشركات ماسك، والقول إن هناك عواقب وخيمة إذا دعم الديمقراطيين في التصويت ضد التشريعات الجمهورية.
وأبدى ترامب لاحقًا مرونة بقوله: «لا مشكلة لدي إذا اتصل ماسك»، مضيفًا أنه لا يخطط لوقف خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" التي تقدمها "سبيس إكس" للبيت الأبيض، وإن أشار إلى إمكانية نقل سيارات تسلا من مواقع حكومية.
واختتم ترامب بالقول: «كانت لدينا علاقة جيدة.. وأتمنى له التوفيق»، ليرد ماسك لاحقًا برمز تعبيري على شكل قلب على مقطع فيديو يظهر هذه التصريحات، في إشارة رمزية لمصالحة تبدو في الأفق، وإن كانت العلاقة لم تعد إلى سابق عهدها.