تُعد جزيرة سقطرى في اليمن بمثابة حلم لعشاق السياحة البيئية.
يكشف مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني بنيامين بركات عن جانب قد يتناساه البعض في الجزيرة، أي مشهد سماء الليل المرصعة بالنجوم والمجرات.
أشارت التقديرات الجيولوجية إلى أن جزيرة سقطرى انفصلت عن أجزاء العالم الأخرى قبل نحو 6 ملايين عام، ما جعلها تطوّر أنواعاً فريدةً من النباتات والكائنات الحية لتصبح عاشر أغنى جزيرة في العالم من حيث الأنواع التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر على وجه الأرض، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي لمجلس الترويج السياحي في اليمن.
ينحدر اسم "سقطرى"، من المُسمى السنسكريتي القديم،"دفيباساخادارا"، والذي يُترجم إلى "الجزيرة المباركة".
ولطالما أثارت جزيرة سقطرى اهتمام بركات بمناظرها الطبيعية البكر وتنوعها البيولوجي الفريد.
قال مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني لموقع CNN بالعربية: "بصفتي مصوراً فلكياً، أبحث باستمرار عن سماء مظلمة ومناظر حالمة، وشعرت أن سقطرى هي الوجهة المثالية".
فضلا عن خلوها من التلوث الضوئي، رأى بركات أن بُعد الجزيرة عن العالم وجمالها الفريد من نوعه "جعل منها خلفية ساحرة لالتقاط صور لمجرة درب التبانة".
تُعتبر شجرة "دم الأخوين" من بين أبرز الأشجار والنباتات النادرة في سقطرى، التي نُسجت حولها العديد من الأساطير، إضافة إلى زهرة الصحراء السقطرية العدنية، التي تنمو على سفوح جبال سقطرى، وتُعرف أيضا باسم "شجرة الزجاجة"، نظرا لسماكة جذعها الذي يشبه الزجاجة.
قال بركات إن "تجربة التصوير كانت مهيبة وأقرب إلى الروحانية"، مضيفًا أن "الوقوف بصمت بين هذه الأشجار الغريبة تحت سماء متلألئة بالنجوم جعلني أشعر وكأنني على كوكب آخر".
وأوضح: "عزلة الجزيرة واتساع سماء ليلها عمّقت إحساسي بالطبيعة، كانت لحظة لا تُنسى".
خلال رحلاته إلى سقطرى، استطاع مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني توثيق قلب مجرة "درب التبانة" بوضوح مذهل، إلى جانب ظاهرة "ضوء البروج"، والعديد من الشهب الساطعة، وحتى بعض التوهجات الجوية الخافتة في بعض الليالي، مؤكدا أن غياب التلوث الضوئي سمح لهذه الظواهر الدقيقة بالظهور بشكل واضح.
مع ذلك، لم يخل توثيق هذه السلسلة من التحديات، إذ أشار بركات إلى صعوبة الوصول إلى الجزيرة نظرا لكون الرحلات إليها محدودة.
وأوضح: "يتوجب عليك أن تكون مكتفياً ذاتياً تماماً من حيث الطاقة والمعدات. وقد تكون الظروف صعبة أحياناً في الجزيرة، بسبب الرياح القوية، والغبار، وسرعة تغيّر الطقس".