كشفت تقارير رسمية في الولايات المتحدة أن نسبة المهاجرين من إجمالي عدد السكان بلغت في عام 2023 أعلى مستوياتها منذ أكثر من قرن، في مؤشر يعكس التغيرات الديموغرافية الكبيرة التي تشهدها البلاد خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي، وصلت نسبة السكان المولودين خارج الولايات المتحدة إلى 15.3% من إجمالي عدد السكان، أي ما يعادل نحو 51 مليون شخص من أصل 334 مليون نسمة، وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها منذ عام 1910.
وأرجعت التقارير هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، من أبرزها استمرار تدفق المهاجرين من دول أمريكا اللاتينية وآسيا، خاصة من المكسيك والهند والصين والفلبين، بالإضافة إلى السياسات التي اتبعتها الإدارة الأمريكية خلال الأعوام الماضية لتسهيل دخول بعض الفئات، خصوصًا في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها بعض دول الجوار.
كما ساهمت الظروف الاقتصادية العالمية والحروب في مناطق متعددة من العالم في دفع المزيد من الأشخاص للهجرة إلى الولايات المتحدة بحثًا عن فرص أفضل للعيش والعمل.
في المقابل، أثارت هذه الزيادة نقاشًا واسعًا داخل الأوساط السياسية الأمريكية، حيث يرى البعض أن ارتفاع نسبة المهاجرين يعزز التنوع الثقافي ويدعم الاقتصاد، بينما يحذر آخرون من تداعياته المحتملة على سوق العمل والخدمات الاجتماعية.
وتُعد الولايات المتحدة منذ تأسيسها واحدة من أبرز الوجهات للمهاجرين حول العالم، ويُعتبر المهاجرون جزءًا أساسيًا من تركيبة المجتمع الأمريكي، سواء في المجالات الاقتصادية أو الثقافية أو العلمية.
وبين مؤيد ومعارض، يبقى ملف الهجرة أحد أكثر القضايا إثارة للجدل داخل الولايات المتحدة، في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية والسياسية على المستويين المحلي والدولي.