البورصة تصعد جماعيًا.. خبير أسواق مالية يكشف أسرار الارتفاع بعد العيد


الثلاثاء 10 يونية 2025 | 06:34 مساءً
مؤشرات البورصة
مؤشرات البورصة
محمد فهمي

أفاد ماجد فتوح، خبير أسواق المال، أن ارتفاعات البورصة المصرية اليوم جاءت بعد فترة طويلة من محاولة السوق كسر مستوى الـ 32000 نقطة، وهو ما تحقق قبل حوالي أسبوعين بفضل قوة شرائية كبيرة من المؤسسات الأجنبية والمصرية.

توقعات إيجابية لمسار البورصة المصرية بعد كسر حاجز الـ 32000 نقطة

أشار فتوح، في لقاء مع قناة إكسترا نيوز، إلى أن كسر مستوى الـ 32000 نقطة يؤكد تحول السوق من مسار عرضي إلى صاعد، متوقعاً أن يستهدف المؤشر مستويات أعلى. وأوضح أن السوق سيختبر أولاً حاجز 33000 و33100 نقطة، ثم 34000 نقطة. وأكد أن هذا الصعود لن يكون خطياً ومباشراً، ولكنه متوقع أن يتحقق خلال الأسابيع القادمة، ربما خلال الشهر الحالي.

ونصح فتوح المستثمرين بأن أي تصحيح في الأسعار خلال الفترة القادمة، طالما ظل هناك دعم من القوة الشرائية والمؤشرات الفنية تؤكد الصعود، يمثل "فرصة جديدة للشراء"، خاصة للأسهم التي حققت مستهدفاتها والقطاعات ذات الأداء الجيد.

إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية: دفعة قوية لسيولة السوق

وصف فتوح قرار إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية بأنه خطوة مهمة جداً لتعزيز السيولة في البورصة المصرية. واعتبر أن هذه الضريبة، رغم كونها تبدو "عادلة" ظاهرياً، إلا أنها "دمرت السوق المصري" خلال الفترة الماضية. وأوضح أن المستثمرين في سوق يتسم بالمخاطر العالية، سواء كانوا مضاربين أو مستثمرين طويلي الأجل، يرون أن فرض ضريبة على أرباحهم في ظل هذه المخاطر "غير لائق وغير منطقي".

وأعرب عن أمله ألا تؤدي ضريبة الدمغة المقترح مناقشتها في مجلس النواب إلى رفع تكلفة التداول، مقترحاً أن تتراوح نسبتها بين 0.0005 و 0.001 (نصف في الألف إلى واحد في الألف) للحفاظ على قوة السوق وحجم التداول. وأكد أن ضريبة الأرباح الرأسمالية كان لها تأثير سلبي كبير، حيث كانت تسبب "انهياراً للسوق" كلما ظهر خبر عن تطبيقها، وأن عدم قابليتها للتطبيق كان واضحاً.

عودة ثقة الأفراد والمؤسسات: مؤشرات إيجابية متعددة

وعن تأثير القرار على عودة المستثمرين الأفراد، أكد فتوح أن جلسة اليوم أظهرت "اب ترند صريح وواضح جداً" في مؤشر EGX70 (الشركات الصغيرة والمتوسطة وشركات الأفراد)، الذي سجل اليوم "نيو هاي تاريخي جديد لأول مرة". وأشار إلى أن مؤشر EGX70 هو من يقود السوق حالياً، وأن أي انخفاضات في أسهمه تمثل "فرصة جديدة للشراء".

وعلى الرغم من تفاؤله، لفت فتوح إلى أن صعود EGX30 (المؤشر الرئيسي) بالدولار الأمريكي، بعد أن كان هابطاً بسبب أسباب مثل تخفيض قيمة العملة، يؤكد استقرار سعر الصرف. واعتبر أن هذا الارتفاع يمنح كسر حاجز الـ 32000 نقطة "قوة أكبر بكثير" للوصول إلى مستويات أعلى.

وأرجع فتوح هذه التوجهات الإيجابية إلى عدة عوامل منها:

زيادة الاحتياطي الدولاري المصري.

ارتفاع حجم تحويلات المصريين في الخارج بالدولار.

زيادة حركة الملاحة في قناة السويس بنسبة 60% عن الفترات السابقة، مما يعكس تحسناً في الاقتصاد المصري بشكل عام.

توقعات إيجابية لقطاعات معينة من وكالات التصنيف الائتمانية، مثل قطاع الأدوية الذي يتوقع أن تزيد مبيعاته بمليار جنيه.

وأشار فتوح إلى أن هذه الأخبار الإيجابية المتعددة هي التي دفعت المؤسسات للشراء، ومن ثم تبعها الأفراد. كما ذكر تأثر السوق بالأخبار العالمية الإيجابية، مثل المحادثات بين واشنطن وبكين لحل الأزمة التجارية، والتي تعزز تحسن الأسواق العالمية.

قطاعات واعدة تقود السوق: العقارات، الأدوية، والأسمدة

فيما يتعلق بالقطاعات التي تقود هذا الأداء الإيجابي، ذكر فتوح أن قطاع العقارات (الريال استيت) هو "نمرة واحد في كل الأحوال"، ويليه قطاع الأدوية، ثم قطاع الأغذية، وبعدها قطاع الأسمدة. وأكد أن هذه القطاعات لا تزال لديها "برفورمنس محترم".

وأشار إلى أن تشجيع التصدير، مع إعلان وزير المالية عن تخصيص 45 مليار جنيه لدعم المصدرين، سيكون "مؤشراً جيداً جداً لكل الشركات التي تصدر بقيم كبيرة". كما أثنى على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين القطاع الخاص والعام، سواء من خلال دخول مستثمرين استراتيجيين أو طرح حصص من الشركات في البورصة المصرية. وشدد على أن "الطروحات" هي المفتاح لنجاح السوق المصري كأداة لدعم الاقتصاد.