وقعت شركة «سيكيورينج إنرجي فور يوروب» الألمانية (سيفي)، المملوكة للدولة، اتفاق طويل الأمد مع شركة النفط الوطنية الأذربيجانية «سوكار» لتوريد الغاز الطبيعي إلى أوروبا لمدة عشر سنوات تبدأ من عام 2025 الجاري، على أن ترتفع الكميات تدريجياً لتصل إلى 1.5 مليار متر مكعب سنوياً.
ويأتي هذا الاتفاق في وقتٍ تسعى فيه ألمانيا إلى تأمين مصادر بديلة ومستقرة للطاقة بعد أن فقدت معظم إمداداتها من الغاز الروسي عبر الأنابيب عام 2022، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أدّى إلى أزمة طاقة غير مسبوقة في أوروبا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «سيفي» إيغبرت لايغه، في بيان رسمي نقلته وكالة رويترز: «نؤسس مساراً جديداً لوصول كميات كبيرة من الغاز إلى أوروبا، ما يسهم في تنويع مصادرنا وزيادة أمن الإمدادات لعملائنا».
ورغم عدم الإفصاح عن التفاصيل المالية للصفقة، فإن الكميات القصوى المتفق عليها والبالغة 1.5 مليار متر مكعب سنوياً تعادل نحو 15 تيراواط لكل ساعة من الطاقة، ما يعزز قدرة «سيفي» على تلبية احتياجات السوق الأوروبية، خاصة في ألمانيا وبريطانيا.
وتدير «سيفي» حالياً منشآت لتخزين الغاز بسعة تبلغ 5.6 مليار متر مكعب، أي ما يعادل ربع القدرة التخزينية الكلية لألمانيا، وكانت الشركة جزءاً من مجموعة غازبروم الروسية سابقاً، قبل أن تستحوذ عليها الحكومة الألمانية في أثناء أزمة الطاقة لضمان استمرار الإمدادات.
ومن المقرر أن تستلم «سيفي» الغاز عبر إيطاليا دون استخدام مسار العبور عبر أوكرانيا في وقتٍ تتواصل فيه المفاوضات الأوروبية بشأن مستقبل عبور الغاز بعد انتهاء الاتفاق التاريخي بين روسيا وأوكرانيا مطلع هذا العام.
وتسعى أوروبا حالياً إلى تنويع وارداتها من الغاز، إذ تحل الإمدادات من النرويج محل الكثير من الشحنات الروسية، بينما تتطلع دول الاتحاد الأوروبي إلى تأمين شحنات الغاز الطبيعي المسال من الخارج خاصة مع اقتراب تشغيل منشآت التصدير الجديدة في الولايات المتحدة.
ويعكس الاتفاق يعكس تحولاً استراتيجياً في سياسة الطاقة الأوروبية نحو مصادر أكثر أماناً واستقراراً، في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة.
وفي هذا السياق، قالت شركة خطوط الأنابيب الكازاخستانية «كاز ترانس أويل»، يوم الثلاثاء، إن صادرات كازاخستان من النفط إلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا الروسي قفزت بنسبة 48 في المئة على أساس سنوي خلال الفترة من يناير كانون الثاني إلى مايو أيار لتصل إلى 767 ألف طن، أي ما يعادل نحو 37 ألف برميل يومياً.وأوضحت الشركة أن صادرات النفط عبر خط «دروجبا» وحده بلغت 230 ألف طن خلال شهر أيار مايو.
كما أظهرت البيانات أن صادرات النفط الكازاخستاني عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» (BTC) ارتفعت بنسبة 10 في المئة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتبلغ 637 ألف طن.
وبلغت الصادرات في مايو أيار وحده 149 ألف طن.
وتنقل كازاخستان النفط الخام عبر ناقلات بحرية عبر بحر قزوين لتصديره عبر خط BTC الذي يمر عبر أذربيجان وجورجيا وتركيا، ويُنظر إلى هذا المسار خياراً استراتيجياً يتيح لكازاخستان، أكبر دولة غير ساحلية في العالم من حيث المساحة، تجاوز الأراضي الروسية في صادراتها من السلع الأساسية.
وتُصدّر كازاخستان حالياً أكثر من 80 في المئة من نفطها عبر خط أنابيب آخر تديره «كونسورتيوم خطوط أنابيب بحر قزوين» (CPC)، والذي يربط بين حقل تنغيز في غرب كازاخستان وعدد من الحقول الأخرى بمحطة بحرية قرب ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود.