رئيس كوريا الجنوبية الجديد يبحث مع ترامب هاتفيا ملامح التعريفات الجمركية


السبت 07 يونية 2025 | 03:00 صباحاً
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
وكالات

في مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية لي جاي ميونغ، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، اتفق الجانبان على السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن التعريفات الجمركية، في خطوة تهدف إلى تجنّب رسوم باهظة تهدّد العلاقات التجارية بين البلدين، وذلك بحسب ما أعلنته العاصمة الكورية سيول يوم الجمعة، ونقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». 

تأتي هذه المكالمة في وقت حساس، مع اقتراب انقضاء المهلة المحددة لتعليق الرسوم، مما يضفي أهمية خاصة على هذا التفاهم السياسي بين الحليفين.

وكان لي جاي ميونغ قد حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية التي جرت هذا الأسبوع، واضعاً بذلك حداً لفترة طويلة من الاضطراب السياسي في البلاد، التي تُعدّ رابع أكبر اقتصاد في آسيا. 

وجاء فوزه في سياق مشحون بالتحديات الاقتصادية، أبرزها الخلافات التجارية مع واشنطن.

وكانت إدارة ترامب قد فرضت في أبريل تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات الكورية، ضمن جدول رسوم طال معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. 

غير أن ترامب عاد لاحقاً وعلّق هذه التعريفات لمدة 90 يوماً، مما أتاح فرصة للجانبين لمحاولة التفاوض على حل وسط.

وأكد مكتب الرئيس لي أن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيسين يوم الجمعة، أسفر عن اتفاق على الدفع بمفاوضات متبادلة حول التعريفات، بهدف التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين. 

وجاء في البيان الصادر عن المكتب: «اتفق الرئيسان على تحفيز المفاوضات على مستوى فرق العمل، بهدف تحقيق نتائج ملموسة في أقرب وقت ممكن».

ويأتي هذا التطور في ظل تباطؤ اقتصادي واضح في كوريا الجنوبية، إذ خفّض المصرف المركزي الكوري الشهر الماضي توقعاته للنمو السنوي إلى 0.8 في المائة، بعدما كانت التوقعات في فبراير تشير إلى معدل نمو يبلغ 1.5 في المائة. 

ويشكل هذا الانخفاض في النمو تحدياً إضافياً أمام إدارة لي الجديدة، التي ستواجه كذلك تداعيات قرار ترمب الأخير بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50 في المائة.

وخلال المكالمة، شدّد لي على أهمية التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، مؤكداً أنه يشكّل حجر الزاوية في السياسة الدبلوماسية لبلاده. 

وأضاف المكتب الرئاسي الكوري أن الجانبين تبادلا الإشادة بـ«القدرات القيادية» لكل منهما، مشيرين إلى التزامهما المشترك بتعزيز التحالف عبر تنسيق وتعاون وثيق في مختلف المجالات.

وتحظى واشنطن بمكانة خاصة في الأمن القومي الكوري الجنوبي، حيث تتمركز نحو 28,500 جندي أميركي في البلاد. 

ويُعدّ هذا الوجود العسكري تجسيداً للعلاقة الاستراتيجية بين البلدين، والتي تكرّست العام الماضي من خلال توقيع اتفاق مدته خمس سنوات لتقاسم تكاليف تمركز القوات الأمريكية. 

ووافقت سيول بموجبه على زيادة مساهمتها بنسبة 8.3 في المائة لتصل إلى 1.52 تريليون وون (1.1 مليار دولار) بحلول عام 2026.

ومن جهته، كان ترامب صرّح قبل عودته إلى البيت الأبيض في يناير، بأن كوريا الجنوبية ستدفع «مليارات إضافية سنوياً» إذا أعيد انتخابه، وهو ما يعكس توجهه الدائم نحو مراجعة ترتيبات الإنفاق الدفاعي مع الحلفاء.