أبحرت سفينة “مادلين”، التابعة لأسطول الحرية، من ميناء كاتانيا الإيطالي في الأول من يونيو 2025، في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة.
وتحمل السفينة على متنها وفداً دولياً من 11 ناشطاً وناشطة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية الشهيرة جريتا تونبرج، والممثل الأيرلندي ليام كونينجهام، وعضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية ريما حسن.
وتحمل “مادلين” شحنة إنسانية رمزية، تضم مواد غذائية مثل الدقيق والأرز، إضافةً إلى حليب الأطفال والحفاضات ومستحضرات النظافة النسائية.
كما تتضمن الشحنة مستلزمات طبية، عكازات، وأطرافاً صناعية للأطفال، إلى جانب معدات لتحلية المياه، وتأتي هذه الخطوة في ظل تحذيرات أممية متزايدة من تصاعد خطر المجاعة في القطاع نتيجة القيود الإسرائيلية المستمرة.
من جانبها، حذرت السلطات الإسرائيلية السفينة من محاولة اختراق الحصار البحري المفروض على غزة منذ سنوات، مؤكدة أنها ستتخذ “الإجراءات اللازمة” لمنع وصول السفينة إلى الشواطئ الفلسطينية. وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى ما وصفه بـ”مخاوف أمنية” بسبب سيطرة حركة حماس على القطاع، معتبراً أن هذه التحركات يمكن أن تهدد أمن إسرائيل.
وتأتي هذه المحاولة بعد أسابيع فقط من تعرض سفينة “الضمير”، التابعة لأسطول الحرية أيضاً، لهجوم بطائرات مسيرة في المياه الدولية، وهو ما أدى إلى فشل رحلتها. وقد اتهمت منظمة أسطول الحرية إسرائيل بالمسؤولية عن الهجوم، بينما رفضت تل أبيب التعليق على هذه الاتهامات.
تسعى “مادلين” إلى لفت أنظار العالم مجدداً إلى الأزمة الإنسانية الخانقة التي يعيشها أكثر من مليوني شخص في غزة، في ظل تراجع مستويات الغذاء والدواء، ودمار كبير لحق بالبنية التحتية بسبب العمليات العسكرية المتكررة. وتعتبر هذه الرحلة جزءاً من حملة دولية واسعة لدعم غزة، تتضمن أيضاً تنظيم “المسيرة العالمية إلى غزة” في منتصف يونيو، حيث من المتوقع مشاركة نشطاء من 31 دولة سيبدؤون مسيرتهم من القاهرة باتجاه معبر رفح الحدودي.
وتأمل هذه المبادرات في حشد الدعم الدولي من أجل رفع الحصار وتحسين الوضع الإنساني في القطاع، الذي يعاني من ظروف معيشية صعبة منذ أكثر من 17 عامًا.