خبير اقتصادي: العوامل الجيوسياسية وراء قفزة أسعار النفط والذهب.. والأسواق ستعود للهدوء تدريجيا


الثلاثاء 03 يونية 2025 | 01:55 مساءً
النفط والذهب
النفط والذهب
محمد فهمي

قال الدكتور فهد بن جمعة، عضو لجنة الاقتصاد والطاقة السابق بمجلس الشورى السعودي، إن القفزة التي شهدتها أسعار النفط والذهب مؤخراً تعود بشكل رئيسي إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتحديداً الهجوم الأوكراني على روسيا، والذي تسبب في ارتفاع حاد بأسعار السلع.

وأوضح بن جمعة خلال مداخلة مع العربية Business، أن قرار "أوبك+" بزيادة الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يومياً لم يكن مفاجئاً للأسواق، حيث كانت هذه الزيادة متوقعة مسبقاً، رغم أن بعض المصادر كانت تشير إلى إمكانية أن تكون الزيادة أكبر. واعتبر أن التأثير الحقيقي جاء من العامل الجيوسياسي، بينما بدأت الأسواق حالياً تميل إلى الاستقرار والانخفاض التدريجي، مع عودة التركيز على العوامل الأساسية، التي لا تزال ضعيفة بحسب وصفه.

وفيما يتعلق بتأثير سعر صرف الدولار، أشار بن جمعة إلى أن ضعف الدولار الأميركي يساهم في دعم أسعار النفط، موضحاً أن الفارق بين خام برنت وغرب تكساس الوسيط يبلغ حالياً نحو دولارين، وهو ما يشير إلى ارتفاع في الطلب داخل الولايات المتحدة.

وتعليقاً على مخرجات الاجتماع الأخير لتحالف "أوبك+"، قال إن ما يمكن استنتاجه هو أن الاتجاه المقبل سيكون نحو زيادة في الإنتاج، خاصة أن المملكة العربية السعودية قادت جهوداً طويلة لخفض الإنتاج بهدف دعم السوق. وأكد أن الوقت بات مناسباً الآن لرفع الإنتاج، خصوصاً في ظل عدم التزام بعض الدول داخل وخارج التحالف بالحصص المتفق عليها، مما أثر على توازن السوق.

وأوضح الدكتور بن جمعة أن استقرار أسواق النفط قد يتحقق عندما تنخفض الأسعار إلى ما دون 64 دولاراً للبرميل، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاج من خارج "أوبك+"، ويعيد التوازن للسوق مجدداً.

أما بشأن البراميل الإضافية التي سيتم إنتاجها، فتوقع أن يتم توجيه جزء منها إلى تلبية الطلب المحلي، خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع الاستهلاك. كما أشار إلى إمكانية توجيه جزء آخر منها إلى الصناعات البتروكيماوية، معتبراً أن استغلال هذه الكميات لإنتاج وقود مثل البنزين والديزل، بالإضافة إلى التصدير، يمكن أن يعوّض تراجع الأسعار ويحقق عوائد اقتصادية إضافية للدول المنتجة.