أحمد السجيني: لا إصلاح حقيقي بدون تأهيل الكوادر.. وميزانية التدريب «هزيلة»


الثلاثاء 03 يونية 2025 | 01:48 مساءً
النائب أحمد السجيني
النائب أحمد السجيني
محمد فهمي

وجّه النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي على مبادرة إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب، واصفًا إياها بأنها من إنجازات دولة 30 يونيو التي تستهدف بناء كوادر قادرة على قيادة مؤسسات الدولة بكفاءة.

وأضاف خلال لقاء مع برنامج الخلاصة، عبر فضائية المحور، أن هناك خللاً واضحًا في موازنة التدريب داخل الجهاز الإداري، مستشهداً بميزانية وزارة التنمية المحلية، التي تقدر بـ28 مليار جنيه، في حين أن المخصص منها للتدريب لا يتجاوز 3 ملايين جنيه فقط، وهو ما اعتبره غير منطقي ولا يتناسب مع حجم المهام المطلوبة.

وأضاف أن لدى الدولة أصولًا كبيرة يمكن استغلالها في التدريب، مثل معهد سقارة التابع للتنمية المحلية، والذي يضم مساحات كبيرة، وقاعات مؤتمرات، وفندقاً مجهزاً لاستقبال المتدربين، مؤكدًا ضرورة استغلال هذه الإمكانات لعقد دورات تدريبية فعالة للعاملين في المحليات، خاصة قبل تطبيق قوانين كالتصالح وتقنين أوضاع الأراضي وتراخيص المحال العامة.

وأكد السجيني أن التدريب لا يقتصر على العاملين بالحكومة، بل يشمل أيضًا الكوادر الحزبية، حيث دعا الأحزاب إلى تشكيل لجان نوعية متخصصة، تشبه تلك الموجودة في البرلمان، من أجل تأهيل الأعضاء فكريًا وعمليًا، خاصة قبل خوضهم تجارب برلمانية أو محلية.

وأوضح السجيني أنه شخصياً استفاد من عضويته في لجنة نوعية حزبية قبل دخوله البرلمان، مما ساعده على الممارسة الفعلية دون الحاجة لتعلم القواعد الأساسية من الصفر، داعياً جميع الأحزاب إلى السير في هذا الاتجاه لبناء قاعدة سياسية قوية قادرة على أداء دورها الرقابي والتشريعي بكفاءة.

كما طرح النائب فكرة "الموازنة الافتراضية الخماسية"، وهي موازنة بعيدة المدى تعتمدها الدولة بدلاً من الاقتصار على موازنة سنوية، مشيراً إلى أن الشركات الكبرى تخطط بهذه الطريقة، والدولة ليست سوى "شركة كبيرة" يجب أن تضع خططًا اقتصادية واضحة تشمل: مصادر التمويل، وتحديد الإيرادات، ودراسة العائد على رأس المال، ونقاط التعادل والاسترداد.

وأشاد بتوجه الحكومة الحالي نحو التخطيط متوسط المدى، قائلاً إنه شعر بالارتياح حين أعلن رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، أن البرنامج الحكومي يمتد لثلاث سنوات، لكنه طالب بأن تمتد الرؤية لخمسة أعوام على الأقل لتحقيق استدامة التخطيط.

وحول المحافظين الجدد، أوضح السجيني أنه لم يلتقِ بهم بعد ولم تصدر عن لجنته توصيات مباشرة لهم، لكنه أكد أن لجنة الإدارة المحلية لديها أدوات رقابية ستستخدمها لاحقًا لتقييم الأداء، مشيرًا إلى أن ما تم في الاجتماعات المغلقة مع الحكومة كان على درجة عالية من التخصص والعمق.

واختتم السجيني حديثه بالتأكيد على أن نجاح الحكومة الجديدة مرهون بالشفافية والمصداقية، وأن التحديات التي تواجه الدولة تتطلب تواصلاً حقيقياً بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، مشيراً إلى أن النقاشات التي دارت بين رؤساء اللجان والوزراء كانت نموذجًا لهذا التعاون، وقد تكون بداية حقيقية لتغيير ملموس في إدارة ملفات الدولة.