تسببت حرائق الغابات المشتعلة في مقاطعة ألبرتا الكندية، وهي مركز إنتاج الطاقة في البلاد، في توقف إنتاج نحو 350 ألف برميل يوميًا من النفط الثقيل، وهذا الرقم يعادل تقريبًا 7% من إنتاج النفط الكندي، ويأتي في وقت حساس تشهده السوق العالمية، مع تصاعد التوترات وانخفاض إمدادات الخام الثقيل، في مشهد يعكس هشاشة الإمدادات النفطية العالمية.
تهديد مباشر لمنشآت الرمال النفطية
يمتد حريق ضخم، يُعرف باسم "حريق كاريبو ليك"، على مساحة 61,500 هكتار قرب حدود مقاطعة ساسكاتشوان، مهددًا منشآت النفط الواقعة على بعد أقل من 10 كيلومترات. وتشمل الشركات المتضررة "سينوفس إنرجي"، و"إم إي جي إنرجي"، و"كانيديان ناتشورال ريسورسز"، والتي اضطرت إلى تقليص أو تعليق الإنتاج تحسبًا للمخاطر المتزايدة.
مخاطر متجددة على إنتاج النفط الكندي
أشار مراقبون إلى أن هذا التوقف في الإنتاج يقارب في حجمه ما وافقت عليه دول تحالف "أوبك+" لإعادته إلى السوق، ما يزيد من الضغوط على إمدادات الخام الثقيل. ويأتي هذا في ظل استمرار الصيانة الدورية في منشآت الرمال النفطية الكندية، والقيود المفروضة على الخام الثقيل من فنزويلا بفعل العقوبات.
تُعد كندا رابع أكبر منتج للنفط عالميًا، ويعتمد جزء كبير من إنتاجها على منشآت الرمال النفطية في ألبرتا، ما يجعلها عرضة لمخاطر الحرائق التي تندلع سنويًا خلال فصلي الربيع والصيف في الغابات الكثيفة شمال المقاطعة. وكان حريق عام 2016 قد تسبب في توقف أكثر من مليون برميل يوميًا من الإنتاج، إثر إغلاق مناجم الرمال النفطية شمال فورت ماكموراي.
مستجدات تشغيل المنشآت النفطية
قالت شركة "سينوفس" إنها تتوقع استئناف العمليات قريبًا في منشأة "كريستينا ليك"، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 238 ألف برميل يوميًا، بعد توقف دام منذ 29 مايو الماضي.
أما شركة "إم إي جي إنرجي"، فقد عانت منشآتها من انقطاع التيار الكهربائي بسبب الحرائق، ما أدى إلى تأخير إعادة تشغيل وحدة إنتاجية بطاقة 70 ألف برميل يوميًا بعد أعمال الصيانة.
فيما أجلت شركة "كانيديان ناتشورال" العاملين من منشأة "جاكفيش 1"، ما أدى إلى توقف إنتاج يبلغ 36,500 برميل يوميًا.
أجواء حارة وتوقعات بعودة الأمطار
تشير توقعات وكالة البيئة وتغير المناخ الكندية إلى احتمال هطول زخات مطر يومي الإثنين والثلاثاء في منطقة إدمونتون، ما قد يسهم في تهدئة الحرائق جزئيًا، إلا أن درجات الحرارة ستظل مرتفعة نسبيًا عند 19 درجة مئوية، مع توقع أجواء أدفأ يومي الأربعاء والخميس قد تصل إلى أكثر من 20 درجة مئوية، قبل أن تعود الأمطار مجددًا بحلول عطلة نهاية الأسبوع.
ووفقًا لتقديرات "الموارد الطبيعية الكندية"، فإن أعلى مستويات خطر اندلاع الحرائق سجلت في وسط وجنوب مقاطعة ساسكاتشوان، إضافة إلى أجزاء من شرق ألبرتا بالقرب من منطقة إدمونتون، ما يزيد من حالة القلق بشأن استمرار توقف الإنتاج في هذه المناطق.
تداعيات ممتدة على السوق العالمية
مع استمرار الحرائق واتساع نطاقها، تبقى المخاوف قائمة بشأن استمرار توقف إنتاج النفط الكندي لفترات أطول، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الخام الثقيل عالميًا، وسط تحديات بيئية وأمنية تتطلب استجابة عاجلة وتنسيقًا دوليًا للحد من آثار هذه الكوارث المتكررة.