قالت كارينا كامل، مراسلة قناة "العربية"، إن العقود الآجلة تشير إلى ميل للارتفاع في الأسواق الأوروبية قبيل الافتتاح، بينما تُظهر العقود الآجلة للأسواق الأمريكية إشارات إلى تراجع محتمل في وقت لاحق من اليوم، وسط أداء متباين للأسواق الآسيوية.
وأضافت أن السوق الصينية، التي عادت من عطلة يوم أمس، سجّلت أداءً أفضل نسبيًا مقارنة بباقي الأسواق، لكن المفاجأة جاءت من بيانات اقتصادية سلبية، حيث أظهرت قراءة مؤشر "كايشن" لمديري المشتريات الصناعي انكماشًا عند 48.3 نقطة، وهو ما شكّل صدمة للأسواق التي كانت تتوقع نمواً. وتأتي هذه البيانات في أعقاب قراءة رسمية أخرى صدرت السبت الماضي عن مكتب الإحصاء الصيني، والتي أظهرت بدورها تباطؤ نمو القطاع الصناعي عند 50.3 نقطة، بالكاد فوق مستوى النمو.
وأوضحت كارينا أن "هذه البيانات، عندما تُضاف إلى أرقام مؤشر ISM الصناعي في الولايات المتحدة، والذي أظهر انكماشًا للشهر الثالث على التوالي، تُشير بوضوح إلى أن القطاع الصناعي في كل من الصين والولايات المتحدة بدأ يتأثر فعليًا بتداعيات الحرب التجارية بين البلدين".
وعن تطورات الملف التجاري، قالت كارينا إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المتوقع أن يجري اتصالًا هذا الأسبوع مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وسط تصعيد جديد في الخطاب الأمريكي، إذ اتهم ترامب الصين بعدم الالتزام باتفاق جنيف، فيما ردت بكين بأن هذه الاتهامات لا أساس لها، وأكدت استعدادها للرد".
وأشارت إلى أن "ترامب هدّد برفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب من 25% إلى 50%، مع مهلة تنتهي يوم الأربعاء تطالب فيها الإدارة الأمريكية شركاءها التجاريين بتقديم أفضل عروضهم". وأضافت: "نذكّر بأن الرسوم المضادة التي تم تعليقها في 9 أبريل ستُعاد تفعيلها في 9 يوليو ما لم يتم التوصل إلى اتفاق، ما يترك فقط نحو خمسة أسابيع للتفاوض".
كما لفتت كارينا إلى أن "هذا التصعيد بدأ ينعكس على الأسواق، خاصة في أسهم شركات الصلب والسيارات، حيث ارتفعت أسعار الألمنيوم في العقود الآجلة، وشهدنا تقلبًا في أسهم شركات مثل Cleveland-Cliffs وUS Steel، بينما تأثرت سلبًا شركات أوروبية وآسيوية مثل أرسيلور ميتال وسامسونغ ونيبون ستيل".
وأضافت: "ترامب أكد خلال تجمع في بنسلفانيا أن هذه الرسوم هدفها حماية موظفي قطاع الصلب، الذين يشكلون قاعدة دعم انتخابية مهمة له"، مشيرة إلى أن هذا الدعم لا يُقابله ترحيب عالمي، إذ حذّرت شركات ألمانية وكورية جنوبية من تأثيرات سلبية كبيرة.
وفي ختام تقريرها، قالت كارينا كامل: "نترقب اليوم صدور بيانات التضخم من منطقة اليورو، والتي ستكون مؤثرة للغاية على قرارات البنك المركزي الأوروبي خلال اجتماعه يوم الخميس، حيث تشير التوقعات إلى خفض محتمل للفائدة للمرة الثامنة على التوالي، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوة قد تشكل نهاية دورة التيسير النقدي".