قالت لوري لوجان، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، إن البنك المركزي الأمريكي في وضع يسمح له بالانتظار واتخاذ موقف مراقبة حذر في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن الظروف الاقتصادية الراهنة تتيح المرونة في الاستجابة لأي تطورات غير متوقعة في المشهدين التضخمي أو الاقتصادي.
وجاءت تصريحات لوجان خلال مشاركتها في مؤتمر مصرفي عُقد، اليوم الإثنين، حيث أكدت أن السياسة النقدية الأمريكية حالياً في وضع جيد بالفعل لنتريث ونتابع البيانات، مع الاستعداد التام للتحرك إذا اقتضى الأمر، ومهمتنا هي التأكد من أن الارتفاع المؤقت في الأسعار لا يتحول إلى مشكلة تضخم مزمنة".
التضخم لا يزال تحت المراقبة
أكدت لوجان أن التضخم لا يزال هو العامل الأول في مرمى نظر الفيدرالي، موضحة أن هدف الاحتياطي الفيدرالي هو الحفاظ على نسبة 2% تضخم سنويًا وفقًا لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE).
وأظهرت البيانات الأخيرة أن مؤشر PCE ارتفع إلى 2.1%، وهو ما لا يزال ضمن النطاق المقبول، لكن التأثير الكامل للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا لم ينعكس بعد في الأرقام الرسمية.
وحذّرت لوجان من أن الخطر الرئيسي على توقعاتنا هو أن تؤدي التوقعات بارتفاع التضخم، سواء نتيجة الرسوم الجمركية أو صدمات اقتصادية أخرى، إلى تغيّرات دائمة في سلوك الأسر والشركات، وعندها، ستصبح تلك التوقعات مترسخة وصعبة الانفصال عنها".
الفيدرالي أمام اختبار مزدوج
وتأتي تصريحات لوجان بعد إعلان ترامب عن مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50%، وهو ما دفع العديد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي إلى التحذير من التداعيات المزدوجة لهذه الخطوة.
فمن جهة، قد تؤدي إلى زيادة التضخم، ومن جهة أخرى، قد ترفع معدلات البطالة، مما يضع الفيدرالي في موقف صعب بشأن أولوياته: السيطرة على الأسعار أم دعم سوق العمل.
وأشارت لوجان إلى أن استطلاعات بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس أظهرت أن نصف الشركات تخطط لرفع أسعارها للمستهلكين بسبب ارتفاع تكاليف الاستيراد الناتجة عن الرسوم الجمركية.
كما أن التقلبات المالية وعدم وضوح السياسات الاقتصادية قد تؤدي إلى إبطاء النشاط الاقتصادي، بحسب ما أضافت في خطابها.
سوق العمل في توازن
رغم التحديات، أكدت لوجان أن سوق العمل لا يزال متوازنًا وأن الاقتصاد الأميركي يظهر استقرارًا عامًا حتى الآن.
ومن المقرر أن تصدر بيانات التوظيف لشهر مايو يوم الجمعة، ويتوقع الاقتصاديون أن تظهر الأرقام إضافة نحو 130 ألف وظيفة جديدة، مقارنة بـ 177 ألف وظيفة تم تسجيلها في أبريل، مع ثبات معدل البطالة عند 4.2%.
الاجتماع المقبل للفيدرالي
ومن المنتظر أن يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه المقبل خلال أسبوعين تقريبًا، وتشير التوقعات إلى الإبقاء على أسعار الفائدة في نطاقها الحالي بين 4.25% و4.50%، وهو المستوى الذي لم يتغير منذ ديسمبر الماضي.
ولا تتوقع الأسواق المالية أي خفض لأسعار الفائدة قبل شهر سبتمبر، بناءً على تسعير العقود الآجلة للفائدة قصيرة الأجل، ما يعزز رؤية لوجان بأن الوقت الحالي مناسب للتريث والتحليل بدلاً من التحرك السريع.