شهدت الأسواق المالية العالمية اندفاعة شرائية قوية من قِبل صناديق التحوّط خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو، في تحرك هو الأسرع من نوعه منذ نوفمبر 2024، بحسب ما أفاد به بنك "جولدمان ساكس" في تقرير حديث.
ويأتي هذا الحراك الاستثماري النشط تزامناً مع تسجيل مؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية أفضل أداء شهري لها منذ سنوات طويلة.
ففي الولايات المتحدة، أنهى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" شهر مايو على مكاسب تجاوزت 6%، ليحقق بذلك أفضل أداء شهري له منذ نوفمبر 2023، وأقوى أداء لشهر مايو منذ العام 1990.
أما مؤشر "ناسداك"، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، فقد قفز بنسبة تقارب 9.6%، وهو ما يمثل أيضاً أكبر صعود شهري له منذ نوفمبر من العام الماضي، وأفضل نتيجة لشهر مايو منذ 1997.
وأشار "جولدمان ساكس" إلى أن صناديق التحوّط اتخذت مواقف استثمارية متفائلة في مختلف الأسواق العالمية، وكانت الولايات المتحدة وأوروبا في مقدمة الوجهات الاستثمارية.
وقد تركزت هذه التحركات بشكل خاص في قطاع التكنولوجيا، وخاصة الشركات المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
أكبر اهتمام منذ خمس سنوات بقطاع التكنولوجيا
بحسب التقرير، شهد الأسبوع الماضي تسجيل أكبر عدد من صفقات الشراء الصافية في قطاع التكنولوجيا منذ أكثر من خمس سنوات، مع تركيز لافت على شركات تصنيع أشباه الموصلات، ومزودي المعدات التقنية، ومنتجي الأجهزة الإلكترونية.
وبرزت الشركات الأميركية العاملة في هذا المجال باعتبارها الأكثر جذباً لصناديق التحوّط، تليها نظيراتها في أوروبا.
الأسهم الأوروبية تواكب الارتفاعات
في القارة الأوروبية، سجّل مؤشر STOXX الأوسع نطاقاً مكاسب تجاوزت 5% خلال مايو، ما دفع صناديق التحوّط إلى مواصلة الشراء للأسبوع الثالث على التوالي، بوتيرة هي الأسرع منذ ثلاثة أشهر.
ووفقاً للتقرير، فإن أكثر الأسواق الأوروبية استقطاباً للمستثمرين خلال الأسبوع شملت إسبانيا، وفرنسا، وفنلندا، وألمانيا، والسويد، والدنمارك، في المقابل، اتجهت الصناديق إلى بيع أسهم في كل من إيرلندا، وهولندا، وسويسرا.
أما من حيث القطاعات، فقد أبدت صناديق التحوّط اهتماماً واضحاً بشركات السلع الاستهلاكية الفاخرة، والمؤسسات المالية، وشركات الرعاية الصحية، إضافة إلى قطاع الاتصالات، وقد تركزت معظم عمليات الشراء على الأسهم الفردية، مع تنفيذ بعض الصفقات على مؤشرات الأسهم، في خطوة تعكس رهانات على استمرار الزخم الإيجابي في الأسواق.
نظرة متفائلة للأسواق العالمية
يعكس النشاط اللافت لصناديق التحوّط خلال مايو حالة من التفاؤل تجاه المسار المستقبلي للأسواق، خاصة في ظل الأداء القوي للمؤشرات الرئيسية وتزايد الرهانات على استمرار قوة أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
ويبدو أن المستثمرين الكبار يعيدون تموضعهم في الأسواق تحسباً لموجات صعود إضافية في الأشهر المقبلة، مدفوعين بتحسّن البيانات الاقتصادية واستمرار الابتكار في القطاعات التقنية.