تشهد أسواق العقارات الأسترالية موجة من الانتعاش المستمر، بعدما سجلت أسعار المنازل ارتفاعًا للشهر الرابع على التوالي، مدفوعة بقرارات البنك المركزي الأسترالي المتعلقة بخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية خلال هذا العام، إلى جانب توقعات بمزيد من التيسير النقدي خلال الأشهر المقبلة.
وبحسب تقرير حديث أصدرته شركة الاستشارات العقارية "كوتاليتي"، فقد ارتفع مؤشر أسعار المنازل على مستوى البلاد بنسبة 0.5% خلال شهر مايو الماضي، في دلالة واضحة على تحسن الزخم في سوق العقارات السكنية، رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
جميع المدن الكبرى تسجل نموًا.. وداروين تتصدر المشهد
ووفقًا للبيانات الصادرة عن "كوتاليتي"، فقد شهدت جميع المدن الكبرى في أستراليا ارتفاعًا في أسعار المنازل خلال مايو، وسط تفاؤل المستثمرين والمشترين بمزيد من التيسير المالي في المرحلة القادمة.
وجاءت مدينة داروين في صدارة المدن من حيث الارتفاع، حيث قفزت أسعار المنازل بها بنسبة 1.6%، تلتها مدينة بيرث بنسبة زيادة بلغت 0.7%.
كما سجلت سيدني، السوق العقاري الأكثر تأثيرًا في البلاد، ارتفاعًا بنسبة 0.5%، بينما نمت الأسعار في ملبورن بنسبة 0.4%، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
محللون: خفض الفائدة ينعش الأسواق.. والتأثير الإيجابي مستمر
في تعليق له على أداء السوق، قال تيم لويس، مدير الأبحاث في "كوتاليتي"، إن "الزخم المستمر الذي نشهده في جميع الأسواق تقريبًا يغذيه بشكل مباشر خفض أسعار الفائدة، سواء تلك التي تم تطبيقها بالفعل أو التي لا تزال متوقعة في المستقبل القريب".
وأوضح أن قرار البنك المركزي بخفض الفائدة مجددًا في شهر مايو من المرجح أن يعزز من تحفيز الطلب على العقارات خلال شهر يونيو وبقية شهور العام، مشيرًا إلى أن التوقعات المستقبلية تشير إلى استمرار نمو الأسعار، مدفوعة بالسياسات النقدية الميسّرة.
هل يعني هذا صعوبة تملك المنازل للمشترين الجدد؟
رغم الانتعاش الملحوظ في السوق العقاري، إلا أن ارتفاع الأسعار المستمر قد يزيد من الضغوط على المشترين الجدد، خاصة من فئة الشباب الباحثين عن تملك أول وحدة سكنية. وفي الوقت ذاته، يرى خبراء أن خفض الفائدة يقلل من كلفة التمويل العقاري، مما قد يوازن التأثير السلبي لارتفاع الأسعار على المدى القصير.