في خطوة تؤكد التزامها بالمحافظة على تجربة السفر الفاخرة لركابها، أعلنت "طيران الإمارات" عزمها مواصلة تشغيل طائراتها العملاقة من طراز إيرباص A380 حتى نهاية العقد المقبل، رغم توقف إنتاج هذا الطراز عالميًا وتقاعده من أساطيل معظم شركات الطيران الكبرى.
وقال السير تيم كلارك، رئيس "طيران الإمارات"، خلال مؤتمر للطيران عقد في العاصمة الهندية نيودلهي، إن الشركة تخطط لإجراء تحديثات إضافية على مقصورات الدرجة الأولى لطائراتها من طراز A380، لتستمر في تقديم أعلى مستويات الرفاهية والراحة للمسافرين، قبل إحالة هذه الطائرات إلى التقاعد مع نهاية العقد.
استثمارات ضخمة لإطالة عمر "الجامبو" الطائر
وتستثمر "طيران الإمارات" مليارات الدولارات في عمليات تحديث شاملة لطائرات A380، التي كانت أحد أعمدة توسعها وهيمنتها على حركة الطيران العالمية خلال العقدين الماضيين.
وتُعد الشركة الإماراتية أكبر مشغل لهذا الطراز في العالم، حيث يضم أسطولها أكثر من 100 طائرة A380، في وقت قررت فيه شركات طيران أخرى التخلي عن هذه الطائرة لصالح طرازات أكثر كفاءة وأقل تكلفة.
وكانت شركة "إيرباص" قد أعلنت في عام 2019 عن إنهاء إنتاج طائرات A380 بسبب انخفاض الطلب العالمي عليها، حيث كانت طيران الإمارات هي العميل الوحيد الذي اشترى الطائرة بكميات تجارية كبيرة.
ويعود قرار الإمارات بالاحتفاظ بهذا الطراز إلى غياب البديل المناسب في الوقت الراهن، إذ لم تُقدم الشركة على شراء طائرات "A350-1000" من إيرباص، بسبب تحفظات رئيسها التنفيذي على أداء محركاتها التي تنتجها "رولز رويس". كما أن البديل المحتمل، طائرة بوينغ 777X، ما زال قيد التطوير، مع تأكيدات جديدة من الشركة الأمريكية بأنه سيتم تسليمها بحلول خريف العام 2026.
تصميم فاخر وتجربة سفر لا مثيل لها
وبينما يُنظر إلى طائرة A380 كأحد أبرز رموز الرفاهية في عالم الطيران، فإن طيران الإمارات حرصت على أن تُقدم من خلالها تجربة سفر متفردة، خاصة بعد إعادة تصميمها لتضم أربع درجات متميزة: الأولى، رجال الأعمال، السياحية الممتازة، والسياحية.
وتتضمن المقصورة الفاخرة في الدرجة الأولى أجنحة مغلقة بالكامل، وأحواض استحمام، فيما توفر درجة رجال الأعمال منطقة مشروبات مشتركة في الطابق العلوي، مما يجعل من الرحلة تجربة أقرب إلى فندق خمس نجوم في السماء. وقد ساعد هذا التميز في جعل طائرات A380 من طيران الإمارات محط جذب رئيسي للركاب، رغم التحديات التشغيلية المرتبطة بحجم الطائرة وتكاليفها.
استمرار الرهان على الطائرات العملاقة رغم التوجه العالمي نحو الطائرات الصغيرة
ورغم الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها A380 بين المسافرين، فإن العديد من شركات الطيران العالمية قررت إخراجها من الخدمة، بسبب الارتفاع في تكاليف الوقود، وتعقيدات تشغيل هذا النوع من الطائرات الضخمة على مسارات غير مكتظة بالركاب.
لكن طيران الإمارات، التي تُعد أكبر ناقل جوي دولي في العالم، تراهن على قدرتها على تحقيق الجدوى من هذا الطراز بفضل كثافة الركاب على خطوطها الطويلة، وشبكتها الممتدة، وسياساتها التشغيلية المتطورة.
ومع التحديثات المستمرة والتصميمات الفاخرة، يبدو أن A380 ستبقى جزءًا أساسيًا من هوية طيران الإمارات، على الأقل حتى نهاية العقد الحالي، في انتظار دخول الطرازات الجديدة مثل "777X" إلى الخدمة الفعلية.