أكد الدكتور هاني الكاتب، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الزراعية وأستاذ علم الغابات، أن مشروع التشجير في مصر يُعد ضرورة استراتيجية لمواجهة التغيرات المناخية، مشيراً إلى أن غياب الغابات وإهدار المبادرات السابقة يمثلان تحديًا كبيرًا أمام تحقيق الأمن البيئي والمائي.
وأوضح الكاتب، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن"، أن مشروع الغابات الذي طُرح سابقاً كان يهدف إلى زراعة الأشجار في المناطق الصحراوية، وهو ما يمكن أن يُسهم في تكوين السحب وزيادة معدلات سقوط الأمطار، إلى جانب فوائده البيئية الأخرى كخفض درجات الحرارة وتقليل الجريان السطحي المسبب للفيضانات.
وأشار إلى أن مصر نفذت مشروعًا رياديًا في التسعينات لاستخدام مياه الصرف الصحي في زراعة الأشجار الخشبية، وحققت فيه نتائج مبهرة، لكنها لم تستثمرها بالشكل الأمثل، قائلاً: "بدأنا المشروع بخبرات ألمانية، ثم أُهدر كل شيء بعد ذلك رغم الإشادة الدولية به."
وأضاف أن المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة تعاني من نقص شديد في التشجير، وهو ما يفاقم آثار التغيرات المناخية، مثل تغير نمط الأمطار وزيادة حدة الفيضانات، مؤكدًا أن الدول الأخرى تتعامل بجدية مع هذه الظواهر، فيما تحتاج مصر إلى خطة عاجلة لإحياء مشروع الغابات بإدارة علمية محترفة.
واختتم الكاتب حديثه بالتأكيد على أن التشجير لم يعد رفاهية، بل ضرورة وطنية لحماية البيئة والموارد الطبيعية في ظل تزايد حدة التغيرات المناخية عالميًا ومحليًا.