في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق التحول المستدام وتنفيذ رؤية “عُمان 2040”، أعلنت سلطنة عُمان عن بدء تنفيذ ستة مشروعات جديدة في مجال الطاقة المتجددة خلال العام الجاري، وفق ما كشفه معالي وزير الطاقة والمعادن، سالم بن ناصر العوفي.
يأتي هذا الإعلان ليمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز مساهمة مصادر الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الوطني، بما يعزز مكانة عُمان كمركز إقليمي للطاقة الخضراء.
وأوضح العوفي، في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أن التركيز في هذه المرحلة سيكون موجهاً نحو الاستفادة من طاقة الرياح، نظراً لما تتمتع به السلطنة من إمكانيات طبيعية كبيرة في هذا المجال.
ولفت إلى أن المشروعات الجديدة ستقام في مواقع جرى فيها قياس قدرات الرياح، معظمها في محافظتي الوسطى وظفار، وهي مناطق معروفة بإمكاناتها الواعدة لإنتاج الطاقة من الرياح.
تحقيق إنتاج يتجاوز 2000 ميغاواط بنهاية 2027
أشار وزير الطاقة والمعادن إلى أن هذه المشروعات الستة الجديدة، المتوقع أن تدخل حيز الإنتاج بحلول نهاية عام 2027، ستساهم في إضافة أكثر من 2000 ميغاواط من الطاقة المتجددة إلى الشبكة الوطنية، وبيّن أن هذه الخطوة تُعد جزءاً من خطة أكبر تهدف إلى توليد ما يقارب 30% من الكهرباء في عُمان من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، ما يُشكل نقلة نوعية في مسار الاستدامة للطاقة العُمانية.
مشروع وطني لتخزين الطاقة المتجددة قيد الإعلان
وفيما يتعلق بتحديات تخزين الطاقة، أكد العوفي أن الوزارة تعمل مع مجموعة “نماء” وهيئة تنظيم الخدمات العامة، من أجل بحث أفضل السبل لتخزين الطاقة المتجددة.
وأوضح أن هذا التعاون يشمل دراسة خيارات التخزين التقليدية وغير التقليدية، بما يضمن استدامة الإمدادات الكهربائية ويعزز مرونة النظام الكهربائي في عُمان.
كما كشف عن قرب الإعلان عن أول مشروع لتخزين الطاقة المتجددة في السلطنة، في خطوة يُتوقع أن تفتح آفاقاً جديدة لقطاع الطاقة المتجددة.
تعزيز الصناعات القائمة على الطاقة النظيفة
لفت العوفي إلى أن مشروعات الطاقة المتجددة الجديدة ستدعم جهود السلطنة الرامية للانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات، فضلاً عن كونها منصة لإطلاق صناعات جديدة تعتمد على الطاقة الخضراء. وأكد أن النجاحات المحققة بالفعل في هذا المجال تبشر بمستقبل واعد، مستشهداً بمشروعي “منح 1” و”منح 2” للطاقة الشمسية اللذين تم تدشينهما حديثاً بطاقة استيعابية تقارب 1000 ميغاواط. وقال إن النتائج الأولية تشير إلى تجاوز إنتاج كل محطة 500 ميغاواط، وهو رقم يتجاوز التوقعات ويعكس كفاءة هذه المشاريع.
خارطة طريق للهيدروجين الأخضر في عُمان
وتحدث العوفي أيضاً عن مبادرة جديدة لإطلاق “طريق الهيدروجين” بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وشركة تنمية نفط عُمان.
وأوضح أن هذا المشروع سيركز على إنشاء محطات إنتاج وتزويد الهيدروجين في مناطق الامتياز، ليستخدم كوقود نظيف لشاحنات النقل الثقيل، وهو ما يُعزز من دور عُمان كداعم رئيسي لمستقبل الهيدروجين الأخضر في المنطقة.
وتعكس هذه الجهود الطموحة التزام السلطنة بتعزيز أمن الطاقة ودعم أهداف المناخ، بما يتماشى مع رؤيتها الاستراتيجية الشاملة نحو اقتصاد متنوع ومستدام.