البنك الأهلى المصرى يولى أهمية قصوى بمجال المسئولية الاجتماعية منذ نشأته وذلك على مدار 122 عامًا.. هذا ما أكدت عليه نرمين شهاب الدين رئيس التسويق والتنمية المجتمعية بالبنك، لافتة إلى أن «الأهلى المصرى» يساهم بفاعلية فى تنمية المجتمع من خلال تقديم كافة أوجه الدعم، سعيًا منه لتطبيق المعيار الذى يحرص عليه والمتمثل فى إيجابية التأثير على مستقبل الأنشطة المجتمعية.
وأشارت فى حوارها مع «العقارية» إلى أن إجمالى مساهمات البنك بهذا المجال وصل إلى 8 مليارات جنيه خلال الست سنوات الأخيرة، تنوعت بين مختلف القطاعات الصحية والتعليمية ومكافحة العشوائيات وسداد ديون الغارمات ودعم المرأة المعيلة ومساعدة ذوى القدرات الخاصة وغيرها.
وأضافت أن حجم مساهمات البنك خلال «كوفيد 19»، تجاوزت الـ 800 مليون جنيه حتى الآن، وذلك لمساندة المتضررين جراء هذه الأزمة، إضافة إلى دعم مبادرات البنك المركزى واتحاد بنوك مصر.
وقالت إن البنك يعتبر ملف «تطوير العشوائيات» من أهم الملفات التى يعمل عليها من خلال التدخل بشكل متكامل لدراسة طبيعة المناطق التى تحتاج إلى تطوير، والعمل على تنميتها بشكل شامل بهدف تحويلها إلى مجتمعات سكنية متكاملة وفقًا لأفضل المعايير التى تليق بأهل مصر، وهو ما يتضح فى نموذج المجتمع الحضارى بغيط العنب وكذلك حى الأسمرات الذى يضم نموذجًا تشغيليًا وتدريبيًا متكاملًا لأهل المنطقة.
**يولى مصرفكم أهمية قصوى بمجال المسئولية المجتمعية، فمتى بدأ البنك الأهلى المصرى الاهتمام بهذا المجال؟
*البنك الأهلى المصرى بدأ العمل فى مجال المسئولية المجتمعية منذ تأسيسه قبل 122عامًا من الآن، وذلك فى وقت مبكر جدًا لم يكن حينها مفهوم المسئولية المجتمعية معروفًا لدى الجميع، وفى كل حقبة تاريخية لا يتوانى البنك عن خدمة المجتمع طبقًا للاحتياجات التى تطرأ عليه سواء أثناء الأزمات أو الصعاب التى يتعرض لها أو غير ذلك، حيث يشارك البنك بفاعلية فى تنمية المجتمع من خلال تقديم كافة أوجه الدعم، فالمعيار الذى يحرص البنك عليه هو إيجابية التأثير على مستقبل الأنشطة المجتمعية.
**وماذا عن حجم مساهمات البنك الأهلى المصرى بمجال المسئولية المجتمعية؟
*وصل حجم إجمالى مساهمات البنك الأهلى المصرى فى السنوات الست الأخيرة إلى أكثر من 8 مليارات جنيه تنوعت بين مختلف القطاعات الصحية والتعليمية ومكافحة العشوائيات، إضافة إلى دعم المرأة المعيلة ومساعدة ذوى القدرات الخاصة فى الدمج مع أقرانهم بالمجتمع، كما يمتد ملف المسئولية المجتمعية بالبنك ليشمل سداد ديون الغارمات وتوفير مشروعات مولدة للدخل لهم.
** وما الذى أثمرت عنه الشراكة الاستراتيجية بين البنك الأهلى المصرى ومؤسسة مصر الخير؟
* تمكن البنك الأهلى المصرى ومؤسسة مصر الخير على مدار السنوات السابقة من تنفيذ العديد من المشروعات التنموية بمختلف المحافظات فى ظل عمليات التطوير والتنمية التى تقوم بها الدولة، وفى ضوء هذا التعاون المثمر تم مؤخرًا افتتاح عدد من المشروعات التنموية بمحافظة الفيوم، والتى تشمل تطوير مدرستى أبو سعاد الإعدادية وعبدالسلام كريم الابتدائية، بجانب وضع حجر أساس لوحدة بيطرية، وتسليم عقود 50 مشروع توليد دخل للأسر المستحقة بالمحافظة، وذلك بتمويل كامل من البنك، علمًا بأن المشروعات التى تم افتتاحها بالمحافظة تأتى ضمن برامج المسئولية المجتمعية التى يقوم بها البنك، لاسيما فيما يخص قطاع التعليم الذى يعد أحد أهم قطاعات التنمية والتى تخدم استراتيجية الدولة وأهمها رؤية مصر 2030، وذلك بهدف دعم وتطوير العملية التعليمية وتحقيق الارتقاء المطلوب بمستوى جودة التعليم مع إتاحة فرص تعليمية أفضل للتلاميذ فى مختلف المراحل التعليمية التى يوليها البنك والمؤسسة اهتمامًا متناميًا، وتسليم عقود 50 مشروعًا لتوليد الدخل يهدف إلى الحد من البطالة وتحسين المستوى المعيشى لسكان تلك القرى، بالإضافة إلى تطوير ورفع كفاءة الوحدة الصحية بقرية منشأة سنورس، بجانب عمليات الإحلال والتجديد لشبكات مياه الشرب بالقرية بالتعاون مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى؛ لضمان توفير مياه نقية لأهالى القرية.
وتجدر الإشارة إلى أن افتتاح مدرسة عبدالسلام كريم للتعليم الأساسى بمنشأة سنورس سيساهم فى خدمة 1447 طالبًا وطالبة، وذلك بعد إجراء تطوير شامل لمبنى المدرسة والملاعب، وعمل تجهيزات كاملة لمقاعد الدارسين والمكتبات ومعامل علوم الحاسب الآلى والمكاتب الإدارية، وتوفير الزى المدرسى للطلاب، كما أن افتتاح مدرسة عزبة أبو سعاد الإعدادية بمنشأة سنورس سوف يساهم فى خدمة 956 طالبًا وطالبة، حيث تم إجراء عملية تطوير شاملة لمبنى المدرسة والملاعب وعمل تجهيزات كاملة لمقاعد الدارسين والمكتبات ومعامل علوم الحاسب الآلى والمكاتب الإدارية وتوفير الزى المدرسى.
وقد تم وضع حجر أساس الوحدة البيطرية بقرية منشأة سنورس، لتقديم خدمات الرعاية البيطرية لمربى الإنتاج الحيوانى بنحو 25 قرية بمركز سنورس بالفيوم؛ للمساهمة فى تعظيم فرص زيادة الدخل لمربى الإنتاج الحيوانى، علمًا بأن عدد المشروعات التى مولها البنك بالقرى من خلال الشراكة الاستراتيجية مع مؤسسة مصر الخير قد وصلت إلى 858 مشروعًا.
**وما هى أبرز مساهمات البنك فى دعم العملية التعليمية بصفة عامة؟
*لا يخف على أحد أن التعليم هو أحد أهم عناصر التنمية، ولا يمكن تنفيذ خطط النمو إلا بتعليم جيد لائق بشعب مصر، ومن هنا كان اهتمامنا بهذا الملف وعدم اقتصاره على تطوير المبانى والأجهزة والأثاث، وإنما يمتد إلى الاهتمام بالعنصر البشرى وتطويره، من خلال حرص البنك على تقديم الدعم الاجتماعى والنفسى للطلبة والمعلمين على حد سواء، إضافة إلى الرعاية الرياضية لخلق جيل متوازن، وهو ما يتضح من خلال البرامج التى يطبقها البنك على المدارس التى يبدأ فى تطويرها، وهذا الملف بالطبع يستلزم زيارات متكررة للمدارس سواء قبل البدء فى تطويرها أو بعد ذلك؛ للتعرف عن قرب على احتياجات تلاميذ المدارس، وكذا شعورهم بعد استلام مدارسهم بشكلها الجديد المتطور.
**وماذا عن دور البنك الأهلى المصرى فى دعم القطاع الصحى؟
*القطاع الصحى من القطاعات المهمة والصعبة فى نفس الوقت؛ لأنه مرتبط بشكل مباشر بحياة وصحة المصريين، والتى توليها الدولة أولوية قصوى وتدرجها ضمن خطط التنمية ورؤية مصر 2030، والتخطيط الجيد هو عنصر النجاح فى هذا الملف؛ لأنه يتيح لنا الاستفادة من الإمكانات التى يمكن توفيرها لخدمة أكثر من مستشفى أو مركز طبى وتحقيق أقصى استفادة لأكبر عدد من المرضى، وهنا يأتى التأثير المرجو الذى نسعى إليه دائمًا سواء من خلال التخطيط الجيد أو المتابعة الدقيقة والمستمرة.
**وكم يبلغ حجم المساهمات التى قدمها «الأهلى المصرى» خلال أزمة Covid 19؟
*إجمالى مساهماتنا فى هذا الملف تجاوز الـ 800 مليون جنيه وجهها البنك بمبادرات سريعة لمساندة المتضررين سواء المصابين بالفيروس أو من تأثرت أعمالهم بالكساد خلال تلك الفترة ومنهم العمالة اليومية، والسرعة فى التنفيذ أحدثت فارقًا كبيرًا مع كل متضرر، بجانب الدعم الواضح لمبادرات البنك المركزى واتحاد بنوك مصر.
**وماذا عن مساهمة البنك الأهلى المصرى فى ملف تطوير العشوائيات؟
*هو بالطبع ملف لا يقل خطورة عن كل ملفات المسئولية المجتمعية التى يساهم فيها البنك؛ لأن العشوائيات عادة ما تكون قنبلة موقوتة قد لا يمكن السيطرة عليها إذا تركت دون تطوير، وفى هذا الملف نتدخل بشكل شامل بعد دراسة طبيعة المنطقة التى تحتاج للتطوير، بدءًا من البنية التحتية مرورًا بالمبانى السكنية والمدارس ويمتد دورنا فى أحيان كثيرة إلى إنشاء مقار أو وحدات مصرفية للبنك داخل هذه المناطق، بهدف تحويلها إلى مجتمعات سكنية متكاملة ومتطورة بأفضل معايير تليق بأهل مصر، وخير دليل على مساهمات البنك فى تطوير العشوائيات ما نراه فى نموذج المجتمع الحضارى بغيط العنب وكذا فى أهالينا بحى السلام وحى الأسمرات الذى يضم نموذجًا تشغيليًا وتدريبيًا متكاملًا لأهل المنطقة.
**وما هى أبرز مساهمات البنك فى سداد ديون الغارمات؟
*هذا الملف شديد الحساسية ولا يخفى على أحد أن الإدارة السياسية مهتمة به بشكل كبير ضمن ملف تمكين المرأة، إضافة إلى أنه أحد أسباب تدمير العديد من الأسر؛ لأن المرأة دائمًا هى عصب الحياة وتعرضها لتجربة السجن بسبب الديون كفيل أن يدمر الأسر والأطفال، ومن هنا كان تركيزنا بشكل متنامى على هذا الملف سواء من خلال الجمعية الخيرية للبنك أو مساهمات العاملين الذين يشعرون بمسئولياتهم تجاه المجتمع.
وفى هذا الملف يبدأ البنك فى دراسة حالات الغارمات طبقًا ومعايير واضحة ولا ينتهى دوره عند مرحلة سداد ديون الغارمات، وإنما يمتد ليشمل توفير مشروعات مولدة للدخل تتناسب مع إمكاناتهم تضمن لهم الاستمرار فى الحصول على ربح مستدام دون الحاجة إلى الاستدانة أو الدخول فى دوامة الدين مرة أخرى، ومن أفضل الأمثلة على الاهتمام بهذا الملف هو ما قدمه البنك لسيدات بئر العبد بشمال سيناء عقب الاعتداء الإرهابى الغاشم الذى تعرضت له القرية، حيث حرص البنك على الاستفادة من الحرف اليدوية التراثية التى تجيدها سيدات القرية فى تصنيع منتجات متميزة وتسويقها من أجل خلق مجتمع إنتاجى متكامل.
**وماذا عن أهم المشروعات التنموية التى يساهم فيها البنك بقطاع الثقافة؟
*دور البنك فى دعم الثقافة ممتد منذ نشأته ولم يغفل عبر سنوات عمره الممتدة الاهتمام بدوره الثقافى والحفاظ على التراث التاريخى والحضارى والثقافى فى مصر، ويتضح ذلك من خلال رعايته لمشروعات تطوير بعض المواقع الأثرية فى ضوء ما تتمتع به مصر من حضارة عظيمة وإرث تاريخى يجذب السائحين من مختلف أنحاء العالم، لذا كان من الضرورى إعادة جذب الانتباه لمعالم الحضارة المصرية بالتعاون مع وزارة الآثار التى تتبنى خطة طموحة شاملة ضمن منظومة تطوير كل المناطق الأثرية فى مصر من أجل ظهور معالم مصر السياحية بمكانتها المتميزة والفريدة والتى ستنعكس بشكل كبير على دفع حركة السياحة وإنعاش الاقتصاد القومى بعوائد تلك الصناعة المهمة.
وسبق للبنك الأهلى المصرى أن قام بتطوير كوبرى قصر النيل بمحافظة القاهرة، كما ساهم فى ترميم الآثار بالمتحف المصرى الكبير، بالإضافة إلى المشاركة فى مشروع تطوير القاهرة الخديوية، وتطوير وتجميل واجهات مجمع التحرير وكل من ميدانى طلعت حرب ومحمد فريد، والمساهمة فى إنشاء ممشى «أهل مصر» على البر الشرقى لنهر النيل فى المسافة بين كوبرى 15 مايو وكوبرى إمبابة بطول كيلو متر، وإنشاء مرسى عائم للمراكب النيلية أمام المركز الرئيسى للبنك بحى بولاق أبو العلا، فضلًا عن قيام البنك بتطوير كوبرى الجلاء وإعادة المظهر الحضارى إليه، وكذا المبادرة بإنشاء كوبرى علوى لعبور المشاة فى منطقتى كورنيش أبو العلا وكورنيش دار السلام؛ لتوفير بديل حضارى آمن لتسهيل عبور المواطنين.
وكذا رعاية الإصدار الجيد من موسوعة «وصف مصر» التى تؤرخ للتاريخ المصرى عبر حقبات زمنية متتابعة، إضافة إلى رعاية الإعلان عن أحد الاكتشافات الأثرية الجديدة والنادرة بمنطقة سقارة .
**وما هو دور المؤسسات الاقتصادية فى تنمية المجتمع المصرى للنهوض به نحو غد أفضل فى إطار المسئولية المجتمعية؟
*بالطبع كل منظمات العمل المدنى مسئولة عن دعم مجتمعاتها وهو الدور الذى لابد ألا تغفل عنه أى مؤسسة، فالبداية دائمًا يجب أن تنبع من داخل المجتمع نفسه ومساندة الدولة والجهات الحكومية وهذا دور قومى يقع على عاتق الجميع، وتكامل الجهود بين المؤسسات هو أيضًا أمر لاغنى عنه لتوسيع دائرة الاستفادة .
**مسئوليتكم لا تقتصر فقط على المسئولية المجتمعية بل تمتد إلى التسويق، فما هى استراتيجيتكم وأهدافكم المستقبلية فى هذا المجال؟
* التسويق من المجالات التى تتطور بشكل مستمر ولا يوجد سقف للإبداع والابتكار فيها، وهو ما يحمسنا دائمًا نحو المزيد من التفكير غير التقليدى فكل يوم يحمل لدينا الجديد الذى يمكنا تطبيقه لتحقيق فاعلية أكبر لخططنا التسويقية، واستراتيجيتنا تعتمد على عدة محاور أهمها: التخطيط الجيد، الاهتمام بتدريب العنصر البشرى، الاطلاع على أفضل الممارسات التسويقية العالمية، المتابعة وأهم النقاط التى ينبغى التركيز عليها، الشراكات سواء مع الأطراف الداخلية فى البنك أو الخارجية.
**وكيف يتم الترويج للخدمات والمدفوعات الرقمية فى ظل التوجه نحو تعزيز هذه الخدمات؟
*تحديد فئات الجمهور المستهدف هى دائمًا الخطوة الأولى نحو خطة تسويقية ناجحة، يليها اختيار الوسيلة المناسبة لمخاطبة العميل ثم صياغة رسالة مناسبة، وتكمن الصعوبة هنا فى تشعب فئات العملاء بالبنك الأهلى المصرى فهو حقًا بنك أهل مصر، إلا أن الاحتياج لنشر ثقافة الخدمات الرقمية يحتاج بالطبع إلى اختيار الوسائل الأكثر فاعلية، وبالطبع مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية هى أساس مهم فى الوصول إلى المستهدفين من نشر تلك الثقافة، ولا يمكن أن نغفل المؤتمرات والمعارض التى ينظمها أو يشارك فيها البنك فهى إحدى أهم الأدوات فى الوصول إلى العملاء على أرض الواقع، كما نقوم أيضًا بنشر التوعية من خلال عمل أفلام تعليمية توضح كيفية التعامل مع الخدمات الرقمية والتى يتم بثها سواء بوسائل الإعلام الجماهيرية أو عن طريق موقع البنك الرسمى فهى أحد أساليب توصيل المعلومات بسهولة ويسر، وكافة تلك الإجراءات تتم من خلال فرق عمل محترفة ومدربة على تلك التقنيات الجديدة.