في مشهد صادم وثقته عدسات الكاميرات، شهدت قرية بلاتن في كانتون فاليه السويسري، يوم الأربعاء، كارثة طبيعية مروعة عقب انهيار جليدي ضخم، أدى إلى دفن أجزاء كبيرة من القرية تحت كتل هائلة من الطين والصخور والجليد، بحسب ما أفادت به هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRF).
الحدث الذي وصفه خبراء الزلازل بأنه من أكبر الانزلاقات الأرضية المسجلة على الإطلاق، أثار حالة من الذعر والاستنفار في المنطقة الجبلية التي لا تزال تواجه تهديدات محتملة بانهيارات إضافية.
تفكك نهر جليدي وراء الكارثة.. وتحرك أرضي غير مسبوق
أرجعت السلطات الكارثة إلى تفكك نهر بيرش الجليدي، الذي أطلق كميات هائلة من الجليد والصخور باتجاه القرية، في مشهد وصفه سكان محليون بأنه "يشبه تسونامي أرضي اجتاح المكان فجأة".
الكتلة المنهارة تحركت بسرعة عالية دفنت ما في طريقها، مخلفة دمارًا واسعًا في البنية التحتية والمباني. ولم تعلن السلطات حتى الآن سوى عن شخص مفقود في الستينات من عمره، دون تسجيل وفيات أخرى حتى لحظة إعداد التقرير، وهو ما يُعزى إلى الإجراءات الوقائية التي اتُخذت قبل أيام من الانهيار.
الإجلاء قبل الكارثة ساهم في تجنب خسائر بشرية واسعة
في 19 مايو 2025، اتخذت السلطات المحلية قرارًا حاسمًا بإخلاء كامل القرية بشكل احترازي، بعد أن رصدت أجهزة المراقبة تحركات غير طبيعية في الكتل الجليدية أعلى الجبل.
هذا القرار، الذي وصفه مراقبون بأنه "أنقذ القرية من كارثة بشرية كبرى"، سمح للسلطات بتقليل حجم الخسائر البشرية إلى الحد الأدنى، رغم ضخامة الكارثة المادية.
استنفار أمني وعسكري.. وإعلان حالة الطوارئ
على إثر الانهيار، أعلن مجلس الدولة في كانتون فاليه حالة الطوارئ رسميًا، وتم استدعاء وحدات من الجيش السويسري للمشاركة في جهود الإغاثة والإنقاذ، إلى جانب فرق الطوارئ وخبراء الجيولوجيا.
ولا تزال أعمال البحث والإنقاذ جارية، وسط صعوبات ميدانية ناجمة عن وعورة التضاريس واحتمالية وقوع انهيارات جديدة في المنطقة المنكوبة.
زلزال من نوع آخر.. الإشارات الزلزالية وصلت إلى خارج سويسرا
وصفت هيئة الزلازل السويسرية (SED) الحدث بأنه "أحد أعنف الانزلاقات الأرضية التي شهدتها البلاد على الإطلاق"، مؤكدة أن الاهتزازات الأرضية الناتجة عن الانهيار لا تزال قابلة للرصد من على بعد مئات الكيلومترات، حتى خارج الحدود السويسرية.