ساوث ويست إيرلاينز تتخلى عن سياسة "الحقائب المجانية" وتبدأ بفرض رسوم تصل إلى 45 دولارًا


الثلاثاء 27 مايو 2025 | 09:13 صباحاً
ثاوث ويست إيرلاينز
ثاوث ويست إيرلاينز
حسين أنسي

أعلنت شركة الطيران الأميركية "ساوث ويست إيرلاينز" عن تعديل جذري في سياسة الأمتعة الخاصة بها، حيث قررت إنهاء مبادرتها الشهيرة "الحقائب تطير مجانًا"، والتي كانت تتيح للمسافرين تسجيل حقيبتين دون رسوم إضافية، في تحول كبير يُنهي إحدى أبرز سمات خدماتها.

وبموجب السياسة الجديدة، التي أعلنت عنها الشركة رسميًا اليوم الثلاثاء، سيُطلب من الركاب دفع 35 دولارًا مقابل تسجيل الحقيبة الأولى، و45 دولارًا للحقيبة الثانية، ما يمثل نقلة نوعية في نموذج الإيرادات الذي طالما تميزت به "ساوث ويست" وسط منافسيها من شركات الطيران الأميركية الكبرى.

استثناءات محدودة للعملاء المميزين

رغم هذا التغيير اللافت، حرصت الشركة على طمأنة فئة من عملائها المخلصين بأن بعض الاستثناءات ستظل قائمة. فوفقًا لما أعلنت عنه، سيستمر العملاء المصنفون ضمن فئة A-List Preferred في الاستفادة من امتياز تسجيل حقيبتين مجانًا، كما سيحصل المسافرون الذين يشترون التذاكر المميزة ذات الأسعار الأعلى على نفس الميزة.

أما عملاء فئة A-List ذات التصنيف الأدنى، فسيسمح لهم بحقيبة واحدة مجانية فقط، بينما سيحصل حاملو بطاقات ساوث ويست الائتمانية الشريكة على رصيد يغطي تكلفة حقيبة واحدة.

ضغوط مالية تدفع لتغيير الاستراتيجية

القرار يأتي في إطار سعي الشركة لزيادة الإيرادات وتعويض الضغوط المتزايدة على هوامش الربح، وسط تحديات اقتصادية معقدة. وكانت الشركة قد ألمحت في وقت سابق، خلال مارس الماضي، إلى نيتها تعديل سياستها الخاصة بالحقائب، لكن الإعلان الرسمي عن بدء تطبيق النظام جاء اليوم، في خطوة تشير إلى توجه أوسع نحو إعادة هيكلة نماذج الأعمال في قطاع الطيران الأميركي.

ويأتي هذا التوجه في ظل بيئة اقتصادية مليئة بالتقلبات، خاصة في أعقاب تداعيات الحروب التجارية والسياسات الجمركية التي تبناها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي ألقت بظلالها على استقرار السوق.

انعكاسات على أداء الشركة وتوقعاتها المستقبلية

في تطور موازٍ للإعلان عن السياسة الجديدة، أفادت ساوث ويست بأنها قررت سحب توقعاتها المالية للعام الجاري، مشيرة إلى أن حالة عدم اليقين الناتجة عن البيئة الاقتصادية والسياسية الراهنة تجعل من الصعب تقديم تقديرات دقيقة للأداء المالي المستقبلي.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل تحديًا حقيقيًا أمام الشركة، التي طالما بنت سمعتها وتميزها التنافسي على تبسيط التجربة للمسافرين وتوفير خيارات دون رسوم خفية، بخلاف العديد من شركات الطيران الأخرى التي تطبق نماذج قائمة على الرسوم الإضافية.

ردود فعل متباينة وتوقعات بتغييرات أوسع في القطاع

رغم عدم صدور تعليق رسمي حتى الآن من وزارة النقل الأميركية بشأن هذا القرار، إلا أن المحللين يتوقعون أن تمهد هذه الخطوة الطريق أمام المزيد من التعديلات في سياسات شركات الطيران، مع اشتداد المنافسة وازدياد الضغوط التشغيلية.

ويحذر البعض من أن فقدان "ساوث ويست" لهذه الميزة الفريدة قد يُفقدها شريحة من العملاء الذين اعتادوا على بساطة الخدمة ووضوح الرسوم، وهو ما قد يدفع الشركة مستقبلًا إلى مراجعة سياسات أخرى في محاولة للحفاظ على قاعدة العملاء وتوازن الأرباح.