«الحشيش المزيف» وصناعة الإدمان.. 35% من دخل العصابات من المخدرات التخليقية


الثلاثاء 27 مايو 2025 | 01:32 صباحاً
مخدرات تخليقية
مخدرات تخليقية
علي الشامي

حذرت الدكتورة إيناس الجعفراوي، أستاذ الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، من الانتشار المتسارع للمخدرات التخليقية، مؤكدة أنها تمثل خطرا حقيقيا على الصحة العامة والمجتمع، ومرتكزا رئيسيا لاقتصاد الجريمة المنظمة حول العالم.

وأوضحت خلال لقائها مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «كلمة أخيرة» على قناة ON، أن هذه المخدرات تعد نتاجا لتطور تدريجي بدأ بمخدرات طبيعية المصدر تُستخدم لأغراض طبية، ثم تطورت مع التقدم التكنولوجي في مجال الكيمياء الحيوية إلى مركبات تصنع خصيصا لتحقيق تأثيرات نفسية وعصبية أقوى، وأكثر إدمانا، خارج أي إطار علاجي.

وأضافت «الجعفراوي» أن 35% من مصادر دخل العصابات المنظمة في السنوات العشر الأخيرة باتت معتمدة على أنشطة تجارة وتصنيع المخدرات التخليقية، مشيرة إلى أن هذه الصناعة الإجرامية وجدت بيئة خصبة مع ضعف الرقابة وانتشار الصيغ الكيميائية القابلة للتغيير باستمرار، مما يصعب من مهمة التصدي لها تشريعيا وأمنيا.

وأشارت إلى أن هناك نوعين رئيسيين من هذه المواد: مهبطات للجهاز العصبي ومنشطات، موضحة أن البداية كانت من استخلاص المواد الفعالة من النباتات الطبيعية مثل الحشيش والقنب، ثم بدأت مرحلة تصنيع مركبات كيميائية تُحاكي تأثير تلك المواد، دون أن تُطابقها في التركيب أو النسب.

وسلطت الضوء على مخدرات مثل «الفودو» و«الاستروكس»، ووصفتها بأنها «الحشيش الصناعي» أو ما يعرف بين المتعاطين بـ«الحشيش المزيف»، موضحة أنها نباتات طبيعية يرش عليها مواد كيميائية ومبيدات سامة، مما يضاعف من خطورتها على الجهاز العصبي والمناعة والصحة النفسية.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن التعامل مع هذه الظاهرة لا يتطلب فقط تشديد العقوبات، بل يستوجب أيضا خطة وطنية شاملة تشمل التوعية، والرصد، والدعم النفسي، وتشجيع البحث العلمي حول آليات الوقاية والعلاج.