الكرملين: تصعيد دعم الأسلحة بعيدة المدى لـ أوكرانيا يهدد فرص التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع


الاثنين 26 مايو 2025 | 07:43 مساءً
روسيا وأوكرانيا
روسيا وأوكرانيا
وكالات

اعتبر الكرملين أن القرار الأوروبي المحتمل برفع القيود المفروضة على توريد الأسلحة بعيدة المدى إلى أوكرانيا يعد "خطيراً للغاية"، محذراً من تأثيره السلبي على أي آمال في الوصول إلى تسوية سياسية للصراع الدائر في أوكرانيا. 

أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح له، أن هذا القرار يعكس تصعيداً في التوترات العسكرية في المنطقة، ويزيد من تعقيد فرص التوصل إلى حل سلمي للصراع.

هذا التحذير يأتي بعد إعلان بعض الدول الأوروبية عن نيتها تقديم صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا في خطوة من شأنها تعزيز القدرات العسكرية للأخيرة في مواجهة الهجمات الروسية المستمرة. 

وحذر الكرملين من أن هذا الإجراء يتعارض مع أي جهود لتسوية النزاع، ويزيد من إطالة أمد الحرب ويؤثر بشكل مباشر على استقرار الأمن الأوروبي.

تزايد التوترات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا

وتستمر التوترات العسكرية في التصاعد بين روسيا وأوكرانيا منذ اندلاع الصراع في عام 2022، حيث شهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الضربات الروسية الضخمة على الأراضي الأوكرانية. 

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجنون"، بعد أن شنت روسيا ضربات واسعة على مواقع في أوكرانيا على مدى ثلاثة أيام متتالية.

وفي رد على هذه التصريحات، أكد المتحدث باسم الكرملين أن الرئيس بوتين يتخذ قرارات "ضرورية" لحماية أمن روسيا، مشيراً إلى أن الهجمات الروسية كانت "رد فعل" على الهجمات الأوكرانية المستمرة، التي تستهدف الأراضي الروسية. 

هذا التصعيد العسكري بين الجانبين أصبح يشكل تهديداً مباشراً للأمن في أوروبا، حيث يشهد العالم تكثيف التحركات العسكرية من جانب جميع الأطراف.

الضغوط الأوروبية في مواجهة التصعيد الروسي

في الوقت نفسه، يواجه الاتحاد الأوروبي ضغوطاً متزايدة لتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، بما في ذلك توفير الأسلحة المتقدمة مثل صواريخ بعيدة المدى. 

وتأتي هذه التحركات في إطار سعي أوروبا للحد من قدرة روسيا على التوسع في أوكرانيا، وتوفير الدعم لأوكرانيا في حربها الدفاعية، ومع ذلك يرى الكرملين أن هذه السياسات الأوروبية تساهم في تأجيج الصراع أكثر من إرساء السلام، مؤكداً أن تسليح أوكرانيا بمثل هذه الأسلحة يعكس تصعيداً غير مرغوب فيه في الأوضاع العسكرية ويصعب التوصل إلى تسوية دبلوماسية.

آفاق التسوية السياسية والتحديات المستقبلية

رغم التحذيرات الروسية، لا يزال الاتحاد الأوروبي يشدد على ضرورة دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، ومع ذلك، فإن هذا الدعم قد يتسبب في مزيد من التصعيد العسكري، ويجعل التوصل إلى تسوية سلمية أكثر صعوبة. بينما يواصل الكرملين التأكيد على أن جميع القرارات العسكرية التي تتخذها روسيا هي دفاعية، إلا أن القلق يزداد حول احتمالات استمرار القتال لفترات أطول مما كان متوقعاً، في ظل تصاعد الدعم الغربي لأوكرانيا.

من جانب آخر، لا تزال هناك تساؤلات حول كيف سيؤثر هذا الدعم العسكري الأوروبي على الوضع العسكري والسياسي في المستقبل، وما إذا كان سيساهم في إحداث تغيير في مسار الحرب أو في تحسين فرص التسوية السلمية بين الجانبين.