قال وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتين، اليوم الجمعة، إن التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات من الاتحاد الأوروبي لا تساعد إطلاقًا في ظل المفاوضات الجارية بين الطرفين.
وأكد سان مارتين عبر صفحته على منصة "إكس"، أن فرنسا ملتزمة بموقف التهدئة، مشددًا في الوقت ذاته على أن بلاده والاتحاد الأوروبي ككل مستعدون للرد في حال تنفيذ هذه التهديدات.
تهديدات جمركية وتصعيد من ترامب
جاءت تصريحات الوزير الفرنسي بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصعيد جديد في الحرب التجارية مع أوروبا، من خلال تهديده بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على مجموعة واسعة من السلع الأوروبية، في حال عدم التوصل إلى اتفاقيات تجارية وصفها بـ"الأكثر عدالة".
وأكد ترامب، في منشور عبر منصته"تروث سوشيال"، أن الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من 1 يونيو 2025، إذا لم تحقق المفاوضات الجارية تقدماً ملموسًا، مضيفًا أن هذه الخطوة تأتي ردًا على ما وصفه بـ"الخلل المستمر في الميزان التجاري بين الطرفين"، خصوصًا فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية والسيارات، حيث يرى أن السياسات الأوروبية تُضر بالمصالح التجارية الأمريكية.
المقترحات التجارية الأوروبية غير كافية
من جهته، صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، بأن الرئيس ترامب يعتبر المقترحات التجارية التي قدمها الاتحاد الأوروبي غير كافية ولا تلبي طموحات الولايات المتحدة في بناء شراكة اقتصادية متوازنة.
وأوضح بيسنت، أن البيت الأبيض يأمل في أن يُحفز التهديد الأميركي الأوروبيين على تقديم تنازلات جوهرية، مشيرًا إلى أن العديد من الشركاء التجاريين يتفاوضون بحسن نية، باستثناء الاتحاد الأوروبي، في إشارة تعكس تدهور الثقة بين الطرفين، وفقًا لـ "شبكة فوكس نيوز".
مخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة
يأتي هذا التصعيد وسط توتر متزايد في العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي، في وقت تعتمد فيه العديد من دول الاتحاد الأوروبي، مثل فرنسا وألمانيا وأيرلندا، بشكل كبير على السوق الأميركية لتصريف منتجاتها.
وحذر مراقبون من أن فرض هذه الرسوم سيُشكل ضربة قوية للعلاقات التجارية بين الجانبين، وقد يؤدي إلى ردود أوروبية مماثلة، الأمر الذي يُنذر باحتمال اندلاع حرب تجارية شاملة بين واشنطن وبروكسل.
بروكسل تدعو للحوار وتؤكد استعدادها للرد
من جانبها، تعمل مؤسسات الاتحاد الأوروبي حاليًا على الحفاظ على مسار التفاوض لتفادي التصعيد، بينما أكدت عدة عواصم أوروبية، من بينها باريس وبرلين، أنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات مضادة إذا تم تنفيذ الرسوم الأمريكية، في إطار الدفاع عن مصالحها الاقتصادية.
وتسود حالة من القلق في الأسواق الأوروبية، في ظل عدم وضوح مآلات المفاوضات التجارية، ومدى التزام الطرفين بالتهدئة، في وقت تبدو فيه الرسائل السياسية المتبادلة أقرب إلى التصعيد منها إلى التفاهم.