روشتة لكافة الأزمات التى تواجه المنطقة.. ماذا قال النواب والأحزاب عن كلمة الرئيس في القمة العربية ببغداد؟


الاحد 18 مايو 2025 | 01:04 مساءً
الرئيس السيسي
الرئيس السيسي
مصطفى الخطيب

لقت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية امس بالعراق صدى كبير خلال الساعات سواء من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أو من النواب والسياسيين.

كلمة الرئيس السيسي

حيث أكد الرئيس السيسي في مستهل كلمته أن القمة العربية الحالية تُعقد في «ظرف تاريخي دقيق» يستدعي وحدة الصف العربي، مشددًا على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة هي الأخطر منذ عقود.

وأوضح أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة «تتحدى كل القوانين والأعراف الدولية»، وأن آلة الحرب لم تترك لا طفلًا ولا شيخًا ولا حجرًا على حجر، في إشارة واضحة إلى حجم الدمار الكامل الذي خلّفته العمليات العسكرية خلال الأشهر الأخيرة.

وأكد أن مصر ترفض تمامًا أي حلول تُكرّس التهجير أو تغيّر التركيبة السكانية لقطاع غزة، وأن الحل السياسي العادل هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، قائلًا: حتى لو نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية.

وفي التقرير التالي نرصد لكم أراء النواب والأحزاب في كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية:

جاءت معبرة بصدق عن الثوابت المصرية الراسخة

فمن جانبه قال الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، جاءت معبرة بصدق عن الثوابت المصرية الراسخة تجاه قضايا الأمة العربية، ومؤكدة لدور مصر التاريخي في الحفاظ على وحدة الصف العربي، ودعم الشعوب الشقيقة في مواجهة الأزمات والتحديات.

وأضاف "الهضيبي"، أن كلمة الرئيس السيسي عكست بوضوح الرؤية المصرية في التعامل مع القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي أكد الرئيس أنها تظل القضية المركزية للعرب، مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ورفضا قاطعا لعمليات التهجير القسري التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الرئيس السيسي شدد على ضرورة التضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة، وتعزيز آليات التنسيق السياسي والأمني والاقتصادي بين الدول العربية، لمواجهة التدخلات الخارجية التي تستهدف زعزعة استقرار المنطقة وتقويض سيادتها، لافتا إلى أن كلمة الرئيس لم تكتف بتأكيد الدعم السياسي للقضايا العربية، بل تضمنت دعوة صريحة إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في وقف العدوان على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، والعمل على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

الكلمة الرئيس جاءت شاملة ومعبرة عن نبض الشارع العربي

كما أشاد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، مؤكدا أن الكلمة جاءت شاملة ومعبرة عن نبض الشارع العربي، ووضعت النقاط فوق الحروف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتحديات التي تواجه عددا من الدول العربية، كما حملت رسائل قوية للعالم الخارجي بشأن الثوابت والمصالح العربية.

وأكد "محسب"، أن كلمة الرئيس السيسي عكست مكانة مصر التاريخية ودورها المحوري في قيادة الصف العربي في مواجهة الأزمات المتصاعدة، وخاصة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مشيرا إلى أن الرئيس تحدث بلغة صريحة لا تحتمل التأويل، وأدان بشدة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عمليات إبادة وجرائم ممنهجة هدفها طمس الهوية الفلسطينية وتهجير السكان قسرا، وهو ما يمثل انتهاكا صارخا لكل القوانين الدولية والإنسانية.

مصر لن تسمح بفرض واقع جديد في قطاع غزة

وأضاف وكيل لجنة الشئون العربية، أن الرئيس السيسي أرسل رسالة واضحة مفادها أن مصر لن تتخلى عن دورها، ولن تسمح بفرض واقع جديد في قطاع غزة، وهو ما ظهر جليا في تذكيره بدعوة مصر لعقد قمة القاهرة غير العادية، والتي كانت من أبرز محطاتها تأكيد الرفض العربي القاطع لتهجير الفلسطينيين، وطرح خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة دون المساس بحقوق أهلها.

وأشار " محسب"، إلى أن حديث الرئيس عن أن "السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط لن يتحقق دون قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، يمثل تجسيدا للموقف المصري الثابت منذ عقود، ورفضا قاطعا لأي حلول تلتف حول الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وتابع "محسب" أن كلمة الرئيس لم تقتصر على الملف الفلسطيني، بل شملت قراءة دقيقة وشاملة لأبرز التحديات التي تواجه دولا عربية مثل السودان وسوريا ولبنان وليبيا واليمن والصومال، حيث دعا الرئيس إلى ضرورة التكاتف العربي، وتغليب منطق الحلول السياسية والحوار الوطني، ورفض التدخلات الخارجية التي تسعى إلى إضعاف الدولة الوطنية.

وشدد "محسب" على أن الرسائل التي حملتها الكلمة تؤكد أن مصر تضع نصب أعينها دائمًا وحدة الصف العربي كمدخل أساسي لحل الأزمات، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي كان حريصا على التأكيد أن مصلحة الأمة فوق أي اعتبار، وأن الشعوب العربية تستحق مستقبلا يليق بتاريخها وحضارتها، بعيدًا عن الحروب والانقسامات.

صفعة قوية على وجه المؤامرة الدولية

أكد ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة بغداد كانت بمثابة صفعة قوية على وجه المؤامرة الدولية التي كانت تستهدف تهجير الفلسطينيين من غزة إلى خارج وطنهم، مؤكدًا أن صوت مصر بقيادة الرئيس السيسي هزّ أركان واشنطن وأجبرها على التراجع.

وقال الشهابي إن الرئيس السيسي أطلق في كلمته تحذيرًا بالغ الأهمية عندما كشف نوايا الاحتلال الإسرائيلي بتحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة، مستخدمًا أدوات الحرب والتجويع والتدمير، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات التاريخية جاءت كاشفة لجريمة كبرى قبل تنفيذها.

وأضاف أن تصريحات الرئيس سبقت بلحظات اعترافًا خطيرًا من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أشار إلى أن هناك تفكيرًا جرى في نقل الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا، وهو ما أكدته بعد ذلك شبكة NBC News، التي نشرت تقريرًا يكشف عن عرض أمريكي بتهجير مليون فلسطيني مقابل الإفراج عن مليارات الدولارات الليبية المجمدة.

وتابع رئيس حزب الجيل الديمقراطي: "ما أن أنهى الرئيس السيسي كلمته، حتى بادرت الخارجية الأمريكية إلى النفي الرسمي العاجل، خوفًا من تفاقم الفضيحة أمام الرأي العام العربي والدولي"، مشددًا على أن هذا التراجع السريع لم يكن ليحدث لولا الموقف المصري الحاسم.

وأكد الشهابي أن مصر لم تكتفِ برفض التهجير، بل بادرت بفضح المؤامرة أمام العالم، وقال: "مصر تحت قيادة السيسي لا تزايد، بل تمنع نكبة جديدة… وتضع خطوطًا حمراء أمام محاولات العبث بحقوق الشعوب، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني."

واختتم الشهابي تصريحه بتحية موقف الرئيس السيسي الوطني والقوي، قائلًا: "تحية لقائد قال (لا) حين سكت الآخرون… فارتبكت الإدارات وتراجعت المخططات.

وضعت روشتة لكافة الأزمات التى تواجه المنطقة العربية

أكد الدكتور محمد مجدي، أمين حزب الحركة الوطنية بمحافظة الجيزة، أهمية كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال القمة العربية المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، حيث وضعت روشتة لكافة الأزمات التى تواجه المنطقة العربية، وعرضت كافة الجهود التى تبذلها مصر لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإعادة الاستقرار في السودان وليبيا وعودة الاستقرار في المنطقة.

وأضاف "مجدي"، أن حضور الرئيس السيسي القمة العربية في توقيت إقليمي بالغ الحساسية، يعكس التزام مصر الدائم بالوقوف إلى جانب أشقائها العرب، والعمل على تعزيز التضامن والتنسيق في مواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها الأوضاع في غزة، ومحاولات ضرب استقرار بعض الدول العربية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تحرص دائما أن تكون صوتا للعقل والحكمة، وتقدم نموذجًا عمليا في السعي نحو التهدئة، والدفع نحو الحلول السياسية، بما يحفظ أمن الشعوب واستقرار الأوطان.

وأوضح أمين حزب الحركة الوطنية بمحافظة الجيزة، أن القمة العربية وضعت على رأس أولوياتها إنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، والعمل على وقف فوري وشامل للعدوان الإسرائيلي، في ظل استمرار الاحتلال في قصف المدنيين والمنشآت الصحية والمدارس والملاجئ يمثل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي الإنساني، ويهدد بمزيد من التوتر في الإقليم، وهو ما يتطلب من القادة العرب تبني موقف موحد أمام العالم يطالب بتفعيل المحاسبة الدولية ومنع الإفلات من العقاب.

وأشار "مجدي"، إلى أن قمة بغداد بما تحمله من رمزية سياسية لعودة العراق إلى قلب العمل العربي المشترك، تمثل فرصة لوضع خريطة طريق واقعية وواضحة للتعامل مع القضايا المصيرية، من خلال تفعيل دور جامعة الدول العربية، وإطلاق مبادرات ملموسة في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار، خاصة ما أعلنه العراق عن مبادرات لإنشاء مراكز أمنية وغرفة تنسيق عربية وصندوق للتعاون، بما يسهم في تعزيز التعاون الإقليمي ويعيد الثقة في الدور العربي الجماعي.

خطاب عابر بل وثيقة تاريخيّة للموقف العربي

قال المهندس أسامة الشاهد رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة بغداد لم تكن خطابًا سياسيًا عابرًا بل كانت بمثابة وثيقة تاريخية أعادت تعريف الموقف العربي من القضية الفلسطينية ورفعت سقف المواجهة السياسية في وجه الاحتلال وأعادته إلى حجمه الطبيعي كقوة احتلال لا شرعية لها ولا مستقبل لها دون السلام العادل والشامل .

وأضاف اسامة الشاهد أن السيسي لم يخاطب القادة فحسب بل خاطب ضمير العالم بصوت مصر القوي والراسخ وهو يعلن بوضوح أنه لا أمن ولا استقرار ولا تطبيع ولا تسويات يمكن أن تنجح أو تُكتب لها الحياة ما لم تُقام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .

وأشار رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية إلى أن خطاب السيسي أعاد الاصطفاف العربي خلف موقف موحد بعدما ظن الاحتلال أن الخلافات والصفقات ستحرف البوصلة مؤكدًا أن الرئيس المصري وضع الجميع أمام لحظة الحقيقة إما وحدة ومواجهة أو ضياع وانكسار .

ووصف الشاهد خطاب السيسي بأنه كلمة جريئة ومباشرة ستبقي محفورة في ذاكرة الشعوب العربية لأنها لم تكتف بالإدانة بل قدّمت البديل والمبادرة والرؤية والإنذار السياسي والدبلوماسي الحاسم .