مصر ترحب بجولة المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا وتدعو إلى خطوات لبناء الثقة


السبت 17 مايو 2025 | 09:29 مساءً
مفاوضات الحرب بين روسيا وأوكرانيا
مفاوضات الحرب بين روسيا وأوكرانيا
حسين أنسي

في خطوة جديدة تعكس موقفها الثابت تجاه القضايا الدولية ودعمها للحلول السلمية، رحبت جمهورية مصر العربية بالمفاوضات المباشرة التي جرت بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، والتي استضافتها مدينة إسطنبول التركية، وانتهت أولى جلساتها أمس الجمعة 16 مايو 2025.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي صادر اليوم السبت، إن انعقاد هذه الجولة من المحادثات يمثل تطورًا مشجعًا في مسار الأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، معربة عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة في فتح صفحة جديدة تمهد الطريق نحو الهدوء والاستقرار في القارة الأوروبية.

الدعوة إلى خطوات لبناء الثقة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار

وأكدت القاهرة على ضرورة أن تشكل هذه المفاوضات بداية لمسار مستدام من الحوار المباشر بين الطرفين، يفضي إلى اتخاذ خطوات متبادلة لبناء الثقة، بما يمهد الطريق نحو وقف شامل لإطلاق النار، والدخول في مفاوضات أكثر عمقًا تقود إلى تسوية سياسية شاملة تنهي هذا النزاع المسلح الذي طال أمده.

وجاء في البيان أن مصر "تأمل في أن يستمر الطرفان في السير على هذا الطريق، وأن يتم البناء على هذه المبادرة بما يحقق مصالح الشعبين الروسي والأوكراني، ويحفظ الأمن الإقليمي والدولي".

موقف مصر: الحوار لا السلاح

وعادت مصر، في بيانها، لتجدد التأكيد على موقفها الثابت منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في فبراير 2022، والقائم على ضرورة تسوية النزاعات الدولية عبر الوسائل السلمية، وتغليب لغة الحوار والتفاوض بدلاً من التصعيد العسكري.

وأكدت القاهرة أن أي حل للنزاع يجب أن يراعي شواغل ومصالح جميع الأطراف المعنية، بما يضمن حماية سيادة الدول، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة الأوروبية والعالم.

مصر وسياسة الاتزان الدبلوماسي

تعكس هذه التصريحات سياسة مصر الخارجية المتزنة التي تسعى لتعزيز الحوار والسلام، والدور الذي تحرص القاهرة على لعبه في دعم الجهود الدبلوماسية الدولية لحل النزاعات، بما يتماشى مع مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وتواصل مصر دورها كطرف فاعل في الدبلوماسية متعددة الأطراف، مشددة على أهمية الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، ووقف الأعمال العدائية، وتخفيف حدة التوتر، بما يخدم أمن الشعوب واستقرار النظام الدولي.

تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الملف الأوكراني تحولات استراتيجية، مع عودة الجانبين إلى طاولة الحوار بعد جمود طويل، وسط ترقب عالمي لمسار هذه المفاوضات وما إذا كانت ستمهد فعلاً لإنهاء أحد أعقد النزاعات في العصر الحديث.