زلزال في أسواق الطاقة؟ "شل" تخطط لابتلاع "بي بي" وتغيير خريطة النفط العالمية


الاثنين 12 مايو 2025 | 02:02 مساءً
شركة شل العالمية
شركة شل العالمية
وكالات

تستعد أوروبا لحدث جيولوجي من نوع آخر في عالم الطاقة، ففي حال تحقق اندماج عملاقي النفط "شل" و"بي بي"، ستشهد القارة العجوز ولادة أول شركة نفط كبرى قادرة على تحدي هيمنة عمالقة القطاع في الولايات المتحدة الأمريكية.

يأتي هذا التحرك في وقت يشهد فيه العالم تحولات جذرية في الطلب على الطاقة؛ حيث يغذي ازدهار مراكز البيانات شهية جديدة للطاقة النووية، بينما تثير الكميات الهائلة من المياه التي تلتهمها هذه المنشآت قلقًا عالميًا متزايدًا.

وعلى صعيد آخر، تلوح في الأفق مؤشرات مهمة ترسم مستقبل القطاع الزراعي، وتحديدًا محصول القمح الحيوي في هذا الموسم.

في هذا السياق المضطرب والمليء بالتحولات، نستعرض أبرز التطورات في أسواق السلع الأساسية العالمية عبر تحليل 5 رسوم بيانية حيوية يجب وضعها في الاعتبار مع انطلاق أسبوع التداول الجديد.

النفط: تحت المجهر.. صفقة القرن تهز عرش الطاقة؟

كشفت تقارير "بلومبرغ" عن تحركات سرية تجريها شركة "شل" بالتعاون مع مستشارين لتقييم جدوى الاستحواذ المحتمل على منافستها اللندنية "بي بي".

ورغم أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، إلا أن وتيرة المناقشات الداخلية في "شل" حول مزايا وعيوب هذه الصفقة الضخمة قد تسارعت بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة.

وإذا ما تمت هذه الخطوة، فإننا سنكون على أعتاب واحدة من أكبر عمليات الاندماج في تاريخ القارة الأوروبية، بل وفي تاريخ صناعة النفط والغاز العالمية، حيث سينتج عنها أكبر كيان لإنتاج النفط والغاز مملوك للمستثمرين على مستوى العالم.

المياه: عطش البيانات يهدد الحياة.. صراع الموارد يتصاعد!

في خضم ثورة الذكاء الاصطناعي، تبرز حقيقة مقلقة: مراكز البيانات التي تشغل هذه التقنيات المذهلة تستهلك كميات هائلة من المياه لتبريد خوادمها المحمومة، بالإضافة إلى الاستهلاك غير المباشر للطاقة الكهربائية الضرورية لتشغيلها.

والأكثر إثارة للقلق أن نحو ثلثي مراكز البيانات الجديدة أو قيد التطوير منذ عام 2022 تقع في مناطق تعاني بالفعل من الإجهاد المائي.

وفي سباق محموم للاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي، تتنافس مناطق شحيحة المياه مثل جنوب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على بناء هذه المراكز.

ويكشف تحليل "بلومبرغ" أن الوضع أكثر حدة في الصين والهند، حيث تُقام نسبة أكبر من هذه المنشآت في مناطق أكثر جفافًا مقارنة بالولايات المتحدة. هذا الواقع المرير يضع "تعطش البيانات" وجهًا لوجه مع مجتمعات تكافح أصلًا للحصول على مياه نظيفة.

الطاقة النووية: بصيص أمل في وجه أزمة الطاقة.. هل تنقذنا المفاعلات الصغيرة؟

يشهد العالم عودة للاهتمام بالطاقة النووية كمصدر نظيف ومستقر لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، خاصةً من شركات التكنولوجيا والحكومات.

وفي خطوة جريئة، منحت مقاطعة أونتاريو الكندية، الأكثر اكتظاظًا بالسكان، موافقتها على خطة طموحة بقيمة 20.9 مليار دولار كندي (15 مليار دولار أميركي) لبناء جيل جديد وأصغر حجمًا من المفاعلات النووية.

ويرى البعض أن المفاعلات المعيارية الصغيرة، التي يمكن تصنيعها في المصانع وتجميعها في الموقع، تمثل حلاً واعدًا نظرًا لتكلفتها المنخفضة نسبيًا وسرعة إنشائها مقارنة بالمفاعلات التقليدية.

ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات كبيرة، حيث أن هذه المفاعلات باهظة التكلفة وتنتج كهرباء أقل، ولم يتم استخدامها بعد على نطاق واسع.

الآلات الزراعية: ترقب في الحقول.. هل يعود الازدهار بعد سنوات العجاف؟

تتجه أنظار الأسواق نحو شركة "ديري آند كو"، عملاق تصنيع المعدات الزراعية في العالم، التي تستعد للإعلان عن نتائج أرباح الربع الثاني يوم الخميس المقبل.

وعلى الرغم من التحسن الطفيف في تفاؤل المزارعين مؤخرًا، إلا أن حالة عدم اليقين التي تكتنف الطلب بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، دفعت العديد من المزارعين إلى تأجيل شراء المعدات الضرورية للزراعة والحصاد ومعالجة المحاصيل.

ومع ذلك، شهدت أسهم شركات المعدات الزراعية انتعاشًا ملحوظًا، وسط توقعات متزايدة بأن عام 2025 سيكون نهاية لمرحلة الهبوط التي شهدها القطاع الزراعي.

القمح: قلق عالمي يترقب الحصاد.. هل تشتعل الأسعار مجددًا؟

من المتوقع أن يكون وضع الإمدادات العالمية من القمح هو النقطة المحورية في التقرير الزراعي الهام الذي ستصدره وزارة الزراعة الأميركية اليوم، وكذلك خلال انطلاق فعاليات مؤتمر "غرين كوم" في جنيف غدًا.

وتشير التوقعات الحالية إلى أن الإمدادات ستظل محدودة في الموسم الجديد، مما يجعل السوق عرضة لتقلبات حادة وارتفاع محتمل في الأسعار إذا تدهورت الأحوال الجوية في الدول الرئيسية المنتجة قبل موسم الحصاد المرتقب.

وبينما يبدو القمح الشتوي الأميركي في أفضل حالاته في مثل هذا الوقت من العام منذ عام 2020، يواجه المزارعون في أجزاء من أوروبا والصين موجات جفاف مقلقة، في حين يترقب المنتجون في روسيا بقلق ما إذا كانت موجة البرد الأخيرة قد ألحقت أضرارًا إضافية بمحاصيلهم.