بعد زيارة الرئيس السيسي لليونان.. نواب يكشفون عن مكاسب مصر


الاربعاء 07 مايو 2025 | 10:39 مساءً
السيسي ورئيس وزراء اليونان
السيسي ورئيس وزراء اليونان
مصطفى الخطيب

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بمقر رئاسة الوزراء في أثينا، برئيس الوزراء اليوناني السيد كيرياكوس ميتسوتاكيس، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها سيادته إلى اليونان.

زيارة الرئيس السيسي لليونان

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شمل جلسة مباحثات ثنائية، أعقبها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، ثم المشاركة في مأدبة غداء أقامها رئيس الوزراء اليوناني على شرف السيد الرئيس.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن المباحثات تناولت مجمل العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بما في ذلك تكثيف التعاون في إطار منتدى غاز شرق المتوسط، وآلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، وتطرقت إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها الوضع في قطاع غزة، حيث شدد الجانبان على أهمية إستئناف تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وضمان وصول المساعدات الإغاثية إلى القطاع بالكميات الكافية لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة. كما أكدا أهمية تنفيذ حل الدولتين بإعتباره الضمان الوحيد لتحقيق سلام دائم وإستقرار مستدام في المنطقة، مشددين على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية للحيلولة دون تصعيد أو توسع دائرة الصراع في المنطقة.

وفي التقرير التالي نرصد لكم أراء النواب بشأن زيارة الرئيس السيسي لليوانان وأهم المكاسب:

حرص الدولة المصرية على ترسيخ علاقاتها مع شركائها الاستراتيجيين

أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة اليونانية أثينا، تعكس حرص الدولة المصرية على ترسيخ علاقاتها مع شركائها الاستراتيجيين في منطقة شرق البحر المتوسط، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تمثل امتدادا للعلاقات العريقة التي تربط مصر باليونان، والتي تمتد جذورها إلى ما قبل الميلاد، وتؤكد على ثوابت السياسة الخارجية المصرية القائمة على الانفتاح والتعاون البناء.

وأوضح "محسب"، أنه من المقرر أن يترأس الرئيس السيسي الجانب المصري في الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى مع الجانب اليوناني، الأمر الذي يعكس تطورا نوعيا في العلاقات الثنائية، ويؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة القائمة على المصالح المتبادلة والتكامل الاقتصادي، خاصة في مجالات الطاقة والتبادل التجاري والاستثمار.

وأشار وكيل لجنة الشئون العربية، إلى أن توقيع الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليونان، إلى جانب عدد من مذكرات التفاهم، يؤكد وجود إرادة سياسية قوية لدى قيادتي البلدين لتعميق أواصر التعاون، لا سيما في ظل التقارب الكبير في الرؤى إزاء العديد من الملفات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها أمن شرق المتوسط، القضية الفلسطينية، والأوضاع في ليبيا.

وأضاف "محسب"، أن الزيارة تحمل دلالات قوية بشأن مكانة مصر في المنطقة، وقدرتها على بناء تحالفات استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والتكامل الاقتصادي، لافتا إلى أن التعاون في مجال الطاقة، سواء من خلال الربط الكهربائي أو الشراكة في منتدى غاز شرق المتوسط، يُعد ركيزة مهمة في تعزيز أمن الطاقة الإقليمي، وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية.

ونوّه النائب أيمن محسب ، إلى أن مصر واليونان تجمعهما أيضا مصالح مشتركة في ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية، وهو ما تُرجم عمليا من خلال الاتفاق الموقع بين البلدين لاستقدام العمالة المصرية الموسمية، مما يعكس الثقة المتبادلة والرغبة في إيجاد حلول فعالة للتحديات الإقليمية، مشددا على أن هذه الزيارة تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الثنائي، وإشارة واضحة إلى استمرار السياسة المصرية في توسيع شبكة علاقاتها الدولية، على أسس متوازنة تُراعي المصالح الوطنية وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

الزيارة تعزز الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الثنائية بين القاهرة وأثينا

أكد اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس النواب، الأمين العام للحزب، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان، تعزز الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الثنائية بين القاهرة وأثينا، خاصة وأن هناك تقاربا شديدا وعلاقات قوية بين الدولتين خلال الأعوام الماضية على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.

أوضح أبو هميلة، أن مصر واليونان تربطهما روابط تاريخية استراتيجية وعلاقات قوية، مشيرا إلى وجود تعاون كبير بين القاهرة وأثينا في كل المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية في العديد من القطاعات مثل الطاقة والسياحة والاستثمار.

ولفت إلى عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين مصر واليونان خلال زيارة الرئيس السيسي لليونان، إضافة إلى توقيع البلدين على الإعلان المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية، وتوقيع عدد من الاتفاقيات التي تعزز التعاون في المجالات كافة، مما يعكس الإرادة المشتركة للارتقاء بالعلاقات إلى مستويات أكثر عمقا واتساعا.

وأشار أبو هميلة، إلى أن حرص مصر وأثينا على تعزيز التعاون المشترك بينهما في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية، إلى جانب مجالات الطاقة والنقل والربط الكهربائي، خاصة مع تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان، الذي يمثل نقلة نوعية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، ويفتح آفاقا جديدة لنقل الطاقة الكهربائية النظيفة من مصر إلى أوروبا للمرة الأولى.

ولفت إلى دور مصر في إرساء دعائم الأمن والاستقرار الإقليميين ومعالجة أزمات المنطقة، وهو ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لمصر كشريك رئيسي للاتحاد الأوروبي، إضافة لدور مصر القوي والمهم في مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

اللقاء جسد حالة من التناغم السياسي تجاه قضايا إقليمية

قال المهندس حازم الجندي، عضو اللجنة العامة بمجلس الشيوخ، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن زيارة الرئيس السيسي إلى العاصمة اليونانية أثينا تعكس إدراكًا مصريًا واضحًا لأهمية تعظيم أوجه التعاون مع دول شرق المتوسط، وفي مقدمتها اليونان التي تمثل شريكًا استراتيجيًا تتقاطع مصالحه مع مصر في ملفات حيوية.

وأكد الجندي، في تصريحات الأربعاء، أن اللقاء الذي جمع الرئيس السيسي بنظيره اليوناني جسد حالة من التناغم السياسي تجاه قضايا إقليمية معقدة تتطلب تنسيقًا دائمًا، وعلى رأسها الأوضاع في غزة، التي فرضت نفسها على أجندة المباحثات بوصفها أزمة إنسانية مستمرة ذات أبعاد أمنية واسعة، وهو ما يبرز أهمية التواصل المباشر لضمان التهدئة ومنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد.

ولفت الجندى إلى أن دائرة النقاش اتسعت لتشمل الملفات الساخنة في سوريا وليبيا واليمن والتي تؤثر بصورة مباشرة على الأمن في منطقة الشرق الأوسط، في ظل تزايد التدخلات الخارجية، وهو ما يفرض على دول الإقليم، وفي مقدمتها مصر واليونان، ضرورة صياغة رؤية موحدة تحمي المصالح الوطنية وتواجه المخاطر الإقليمية.

أوضح القيادي بحزب الوفد، أن توقيع الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية يمثل خطوة رمزية وعملية تؤكد إرادة الطرفين في التأسيس لمرحلة أكثر عمقًا واتساعًا، قوامها الاحترام المتبادل وتطابق المصالح.

أضاف عضو الشيوخ أن أمن واستقرار البحر الأحمر طُرح كملف متقدم على جدول المباحثات، نظرًا لما شهده من تهديدات متكررة أثرت على حركة الملاحة العالمية، ما يستدعي تنسيقًا أمنيًا واسع النطاق لضمان حرية التجارة والاستقرار البحري.

الزيارة تفتح صفحة جديدة في علاقات بلدين يجمعهما التاريخ والمستقبل

صرّح الدكتور ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، بأن زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة اليونان اليوم تمثل محطة محورية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تشهد هذه الزيارة إطلاق مجلس التعاون الأعلى بين مصر واليونان، بما يسهم في الارتقاء بمستوى التعاون المشترك، ويفتح آفاقاً جديدة تعزز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات.

وأكد "الشهابي" أن العلاقات المصرية اليونانية تمر بمرحلة نوعية من التطور، تستند إلى رصيد تاريخي وثيق وممتد، جمع بين الشعبين المصري واليوناني لعقود طويلة، مدعوماً بقرب جغرافي أضفى على العلاقة طابعاً خاصاً ومميزاً، وجعل منها نموذجاً يُحتذى به في علاقات الصداقة بين الدول.

وأضاف أن تلك الروابط التاريخية والموقع الجغرافي المشترك وفّرا أساساً متيناً لاستشراف آفاق جديدة من التعاون الواعد في مختلف المجالات، خاصة في ظل آليات التعاون المستحدثة، وعلى رأسها "مجلس التعاون رفيع المستوى"، الذي تستضيف اليونان أولى دوراته، ويتزامن انعقاد أول اجتماعاته مع زيارة السيد الرئيس إلى أثينا، في خطوة تعكس عمق الشراكة بين البلدين.

وأشار رئيس حزب الجيل الديمقراطي إلى أن العلاقات بين مصر واليونان تُعد نموذجاً لشراكة استراتيجية شاملة وواعدة، تحمل العديد من الفرص لتعميق وتوسيع مجالات التعاون، لاسيما في المجال الثقافي، بما يعكس القواسم الحضارية والتاريخية المشتركة بين الشعبين.

وفي ختام تصريحه، نوّه "الشهابي" إلى أن رئيس الوزراء اليوناني السيد "كيرياكوس ميتسوتاكيس"، كان قد اختار مصر لتكون أول دولة في منطقة الشرق الأوسط يزورها بعد إعادة انتخابه في يوليو 2023، في دلالة واضحة على عمق العلاقات بين البلدين، كما أعقب ذلك مشاركته في قمة القاهرة للسلام في أكتوبر 2023، وكذلك حضوره في القمة المصرية الأوروبية المصغرة، التي شهدت إطلاق اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي.