الأزمة الهندية الباكستانية.. ضربات متبادلة وعروض وساطة والقوى العظمى "قلقة"


الاربعاء 07 مايو 2025 | 01:51 مساءً
الأزمة الهندية الباكستانية
الأزمة الهندية الباكستانية
هشام العطيفي

تطور خطير في الأزمة الهندية الباكستانية شهده العالم بالساعات الأخيرة، وذلك بعدما وقعت اشتباكات مباشرة بين نيودلهي وإسلام آباد فجر اليوم، خلفت عشرات القتلى والجرحى، ومخاوف أكبر من توجه الخلاف لحرب مفتوحة بين القوتين النوويتين.

الهند تعلن عملية عسكرية في باكستان

البداية كانت، بإعلان الجيش الهندي شن هجمات جوية ضد البنية التحتية لمسلحين داخل باكستان وفي الجزء الخاضع لسيطرة إسلام آباد من كشمير، مؤكدة أن العملية أسفرت مقتل ثمانية مدنيين في قصف باكستاني.

وذكر بيان للقوات المسلحة الهندية أنها "نفذت ضربة دقيقة على معسكرات لإرهابيين في باكستان"، مضيفة: "استهدفنا 9 مواقع في إطار (العملية سيندور)".

نقلت رويترز عن المتحدث باسم الجيش الباكستاني تأكيده مقتل 26 مدنيا وإصابة 46 آخرين جراء القصف الهندي.

باكستان تتوعد

من جانبه، توعد الجيش الباكستاني بالرد على ضربات الهند "في الزمان والمكان" المناسبين.

وأعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، أن سلاح الجو الباكستاني أسقط 5 مقاتلات ومسيرة هندية.

كما ذكر مسؤولون أن باكستان نفذت ضربات انتقامية، في الوقت الذي قصفت القوات الباكستانية بالمدفعية أراضي هندية.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول هندي تأكيده مقتل 10 وإصابة 48 في قصف باكستاني استهدف الشطر الهندي من كشمير .

عملية باهالغام

الجيش الهندي برر العملية العسكرية، بأنها للرد على هجوم في الشطر الهندي من كشمير في 22 أبريل.

وتصاعدت التوترات بين الهند وباكستان بشكل كبير، في أعقاب الهجوم الذي نفذه مسلحون الثلاثاء في باهالغام الواقعة في الشطر الهندي من كشمير، الذي أسفر عن مقتل 26 شخصا.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن نيودلهي اتهمت إسلام آباد بالوقوف وراءه، بينما نفت باكستان أي دور لها، مطالبة بإجراء "تحقيق محايد" في ظروف الهجوم الأكثر حصدا لمدنيين في المنطقة ذات الغالبية المسلمة، منذ عام 2000.

الأمم المتحدة تحذر

في غضون ذلك، اعتبر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش أنّ "العالم لا يمكنه تحمّل مواجهة عسكرية" بين الهند وباكستان، وذلك بعيد توجيه الهند ضربات عسكرية لجارتها التي توعّدتها بالردّ.

وقال المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان إنّ جوتيريش يبدي "قلقه البالغ" إزاء التصعيد الراهن و"يدعو كلا البلدين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس العسكري".

ترامب يعلق

الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دخل على خط الأزمة، ليصف الضربات الهندية على أهداف في باكستان والشطر الخاضع لسيطرة إسلام اباد من كشمير بأنها "مخزية".

وأضاف ترامب في تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض أنه سمع للتو عن تصاعد الأعمال القتالية في الساعات القليلة الماضية، متابعا: "آمل أن يتوقف القتال بين الهند وباكستان سريعا جدا".

بريطانيا تقدم الوساطة

وبعد وقت قصير على التصعيد، عرضت بريطانيا على الهند وباكستان الوساطة لخفض التصعيد.

وأكدت الحكومة البريطانية، اليوم الأربعاء، أنها "مستعدة" للتدخل "لخفض التصعيد" بين الهند وباكستان، في حين أدى قصف متبادل بين الدولتين إلى مقتل 34 شخصا على الأقل في أخطر مواجهة بين الجارتين منذ عقدين.

وقال وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز لهيئة "بي بي سي"، "نحن مستعدون وقادرون على القيام بأي شيء يتعلق بالحوار وخفض التصعيد".

الصين تتأسف

بدورها، أعربت الصين عن أسفها للعمل العسكري الهندي ضد باكستان، وأعربت عن قلقها إزاء التطورات الحالية، إذ قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "الهند وباكستان جارتان لا يمكن تغييرهما، وكلاهما جارتان للصين".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أن بكين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي ومواصلة الاضطلاع بدور بناء في تخفيف التوترات الحالية، وذلك ردا على سؤال حول ما إذا كانت بكين ستتواصل مع الهند وباكستان للمساعدة في تخفيف التوترات المتصاعدة بينهما .

روسيا قلقة

في السياق، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تشعر بقلق بالغ إزاء الصدام العسكري بين الهند وباكستان، مضيفة أنها تدعو البلدين إلى ضبط النفس.

وذكرت روسيا -التي تربطها علاقات طيبة بكل من الهند وباكستان- في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية إنها تندد بكافة أشكال الإرهاب.

القاهرة توجه رسالة عاجلة

مصر دخلت على الخط، وأكدن اليوم، أنها تتابع بقلق بالغ التطورات الراهنة بين الهند باكستان، وذلك بعدما شهدت أمس تبادل القصف مما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا والمصابين.

وشددت القاهرة على أهمية بذل كافة المساعي لتحقيق التهدئة ونزع فتيل الأزمة، تفاديًا لانزلاق المنطقة إلى مزيد من التطور والتصعيد.

كما دعت جمهورية مصر العربية الهند وباكستان إلى ممارسة أعلى درجات ضبط النفس، وإعلاء لغة الحوار عبر القنوات الدبلوماسية، وأكدت أهمية اللجوء إلى الحلول السلمية بما يحقق تطلعات وآمال الشعبين الصديقين في تحقيق الهدوء والاستقرار.