في تطور جديد ينذر بتوسيع رقعة الصراع في المنطقة، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربات جوية استهدفت منشأتين تابعتين لجماعة الحوثي في اليمن، وذلك عقب الهجوم الذي طال مطار بن غوريون في تل أبيب، حسبما كشفت القناة 14 الإسرائيلية.
ووفقًا لما ورد، فإن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت مصنعًا يقع في منطقة ميناء الحُديدة غربي اليمن، قالت تل أبيب إنه يُستخدم من قبل الحوثيين لإنتاج الخرسانة لأغراض عسكرية. وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن العملية نُفذت بشكل مستقل تمامًا، دون أي تنسيق أو مشاركة من الجانب الأمريكي، وذلك على عكس ما أشارت إليه بعض التقارير الإعلامية.
تحذيرات حوثية وإسرائيل ترد بالتهديد
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وجماعة الحوثي، التي أعلنت على لسان متحدثها العسكري نيتها فرض "حصار جوي شامل" على إسرائيل، متوعدة بشن مزيد من الهجمات على المطارات الإسرائيلية، وفي مقدمتها مطار بن غوريون.
وفي بيان مثير للقلق، دعا المتحدث باسم الحوثيين شركات الطيران العالمية إلى تعليق رحلاتها إلى المطارات الإسرائيلية على الفور، حفاظًا على سلامة طواقمها والمسافرين، محذرًا من "ضربات جوية متكررة" قد تطال البنية التحتية الحيوية في إسرائيل.
في المقابل، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحًا ناريًا تعهد فيه بالرد على هجوم الحوثيين الأخير، قائلاً: "سنرد في الوقت والمكان الذي نحدده، ليس فقط ضد الحوثيين، بل أيضًا ضد أسيادهم في إيران".
الضربات الأميركية: حملة عسكرية متواصلة في اليمن
الهجوم الإسرائيلي يأتي أيضًا في سياق الحملة العسكرية الواسعة التي تشنها الولايات المتحدة على الحوثيين في اليمن، والتي انطلقت منذ نحو شهرين. وتهدف هذه العمليات، التي تنفذها واشنطن بغطاء جوي مكثف، إلى تدمير البنية التحتية العسكرية للحوثيين وإعادة تأمين خطوط الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وبحسب تقارير استخباراتية، أسفرت الحملة الأميركية حتى الآن عن استهداف أكثر من 800 موقع عسكري حوثي، ومقتل ما يزيد عن 650 عنصرًا مسلحًا، بينهم عدد من القيادات البارزة. وشملت الضربات مواقع لإطلاق الصواريخ، منشآت قيادة وتحكم، ومصانع إنتاج الطائرات بدون طيار.
ترامب: إيران هي من تدير المعركة من وراء الستار
وفي تصريحات له حول التصعيد الأخير، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إن إيران هي الجهة المحركة لجماعة الحوثي، واصفًا إياهم بـ"البلطجية المتوحشين المكروهين من الشعب اليمني". وأكد أن "أي هجوم حوثي آخر سيُقابل برد قاسٍ، وستُحمّل إيران المسؤولية الكاملة عنه".
وأضاف قائلاً: "لا تنخدعوا، فكل طلقة نارية من الحوثيين مصدرها طهران، التي تزودهم بالتمويل والسلاح والمعلومات الاستخباراتية. أي اعتداء من الحوثيين سنعتبره عملاً عدائيًا مباشرًا من إيران نفسها".