دعا صندوق النقد الدولي دول مجموعة العشرين التي تترأسها السعودية إلى تقديم تمويلات ميسرة للاقتصادات الفقيرة إلى جانب إعفائها من الديون فضلا عن تقديم بعض المنح لها.
أكد الصندوق في "تقرير مجموعة العشرين عن النمو القوي والمستدام والمتوازن والشامل للجميع" أهمية مبادرة تعليق سداد خدمة ديون الدول الأشد فقرا " DSSI " والتي أطلقتها مجموعة العشرين في وقت سابق من هذا العام ثم مددتها خلال الشهر الماضي 6 أشهر إضافية، حتى يونيو/حزيران 2021.
لكن الصندوق أكد أن الدول لاتزال في حاجة إلى إجراءات أخرى لسد الاحتياجات التمويلية.
ديون قياسية
توقع التقرير أن يرتفع الدين العام في العديد من اقتصادات الأسواق الناشئة لمجموعة العشرين بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام مقارنة بمستويات العام الماضي.
أدى انخفاض قيمة العملة إلى جانب الانخفاض الحاد في الإنتاج إلى ارتفاع نسب الديون إلى الناتج المحلي الإجمالي المقومة بالعملة الأجنبية في بعض الاقتصادات.
يتوقع صندوق النقد أن يرتفع الدين العام بنحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصادات المتقدمة لمجموعة العشرين مقارنة بمستويات العام الماضي، وهو ما يمثل أعلى مستوى للديون، منذ الحرب العالمية الثانية.
سيكون من الضروري وضع مستويات الدين على مسار تنازلي في العديد من الاقتصادات، حيث تسبب الوباء في ارتفاع مستويات الدين بشكل قياسي مما ينشأ عنه العديد من المخاوف المتعلقة بآثار سلبية على الاستثمار.
قد تؤدي زيادة خدمة الديون أيضًا إلى تعريض الاقتصادات لمخاطر زيادة الفوائد وتشديد شروط الائتمان، ويمكن أن يمتص الدين الحكومي الأموال المتاحة ويزاحم الاستثمار الخاص.
التزام قوي من الصندوق
يظل الالتزام القوي بالموارد الدولية ضروريًا لدعم الاقتصادات الأكثر فقرًا، مع استمرار الأزمة الاقتصادية الناجمة عن كوفيد-19.
يعد التعاون متعدد الأطراف في حل أزمة الديون أمرا مطلوبا لتجاوز الأزمة الحالية، وخاصة بالنسبة للبلدان الفقيرة التي لا تزال احتياجاتها التمويلية تتزايد.
تتطلب حالة عدم اليقين التي تحيط بتطور الوباء إلى جانب المخاطر التي يتعرض لها الانتعاش والنظام المالي أن يواصل المجتمع الدولي تمديد وربما إضافة المزيد من التدابير الاستثنائية المتخذة لدعم الدول الفقيرة.
تعتبر الإجراءات المتعددة الأطراف بالغة الأهمية في تقليل أعباء خدمة الديون على الدول الفقيرة، وطور صندوق النقد الدولي آلية صندوق احتواء الكوارث وتخفيفها CCRT لتخفيف خدمة الديون بشكل فوري لأعضائه الأشد فقرا.
آن الأوان لكي تقف مجموعة العشرين موحدة لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في إنهاء الأزمة الحالية من خلال تطوير اللقاح وإنتاجه وتوزيعه من أجل تأمين مستقبل مستدام، بحسب التقرير.