تهبط لأادنى مستوي.. تراجع نشاط المصانع في الصين بسبب الرسوم الأمريكية


الاربعاء 30 ابريل 2025 | 12:17 مساءً
المصانع الصينية
المصانع الصينية
مصطفى محمد

تراجع نشاط قطاع التصنيع في الصين خلال شهر أبريل نيسان إلى أدنى مستوياته في نحو عامين، مع دخوله منطقة الانكماش، متأثراً بتصاعد الحرب التجارية مع أميركا وما نتج عنها من تدهور في التجارة الثنائية.

المكتب الوطني للإحصاء

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء، الصادرة اليوم الأربعاء، أن مؤشر مديري المشتريات الرسمي سجل 49.0 نقطة في أبريل نيسان، متراجعاً دون عتبة الـ50 نقطة التي تفصل بين النمو والانكماش، ولأول مرة منذ يناير كانون الثاني.

وجاءت القراءة دون توقعات المحللين الذين رجّحوا انكماشاً عند 49.8 نقطة، بحسب استطلاع أجرته «رويترز»، كما تُعدّ الأضعف منذ مايو أيار 2023، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

ويأتي هذا التباطؤ بعد أن شهد قطاع التصنيع في الصين نمواً هو الأسرع منذ عام خلال مارس آذار، في ظل تسارع المصدرين في شحن الطلبات للخارج تحسباً لفرض رسوم جمركية أعلى.

ضعف الطلب وتراجع التكاليف والأسعار

أظهرت البيانات الرسمية الصينية تراجعاً حاداً في مؤشري الإنتاج والطلبيات الجديدة إلى 49.8 و49.2 نقطة على التوالي خلال أبريل نيسان، ما يعكس ضعفاً في الطلب داخل قطاع التصنيع. كما واصلت مؤشرات تكاليف المواد الخام وأسعار الإنتاج تراجعها، مسجلة 47.0 و44.8 نقطة تباعاً.

وفي السياق ذاته، أظهر مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع الصادر عن «كايشين/ستاندرد آند بورز غلوبال» تباطؤاً إلى 50.4 نقطة في أبريل نيسان مقارنة بـ51.2 نقطة في مارس آذار، ما يشير إلى توسع طفيف، لكنه جاء أعلى من توقعات المحللين عند 49.8 نقطة.

أما مؤشر مديري المشتريات الرسمي لقطاعي الخدمات والبناء فقد تراجع بشكل طفيف إلى 50.4 نقطة في أبريل من 50.8 نقطة في مارس آذار.

وأرجع كبير الإحصائيين في المكتب الوطني للإحصاء، تشاو تشينغه، في بيان نُشر باللغة الصينية، هذا التباطؤ إلى «تغيرات حادة في البيئة الخارجية»، مؤكداً أن الصين ستعمل على «تنسيق جهودها الاقتصادية المحلية مع إدارة النزاعات التجارية الدولية»، مع التركيز على دعم التوظيف، ومساندة الشركات، واستقرار الأسواق، بحسب موقع CNBC.

كما جدّد تشينغه موقف بكين بأن «لا أحد يربح من حرب الرسوم الجمركية»، مستشهداً بتراجع مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع الأميركي إلى 49.0 نقطة في مارس آذار.

وسجّل التوظيف تراجعاً في معظم القطاعات، باستثناء قطاع الخدمات الذي شهد تحسناً طفيفاً مقارنة بمارس آذار، إلا أنه بقي في نطاق الانكماش عند 46.8 نقطة.

كابيتال إيكونوميكس

وقال الاقتصادي في «كابيتال إيكونوميكس»، زي تشون هوانغ، إن «الهبوط الحاد في مؤشرات مديري المشتريات ربما يبالغ في تقدير أثر الرسوم الجمركية بسبب تداعيات سلبية على المعنويات، لكنه يظل مؤشراً على أن الاقتصاد الصيني يتعرض لضغوط بفعل تباطؤ الطلب الخارجي».

ورغم تصعيد الحكومة لجهودها في التحفيز المالي، شكك هوانغ في قدرة تلك الجهود على تعويض التباطؤ بالكامل، متوقعاً نمواً اقتصادياً لا يتجاوز 3.5% خلال العام الحالي.