فى مؤتمر الصحفي عُقد اليوم في فندق سميراميس
انتركونتيننتال بالقاهرة، أعلنت ريدكون ميديكال باركس الشركة التي تم تأسيسها مؤخراً
لتقديم خدمات متكاملة في مجال المشروعات العقارية لقطاع الرعاية الصحية في مصر، عن
إطلاق مشروعها الأول البروج ميديكال ديستركت، حيث يتم حالياً تطوير المرحلة الأولى
من هذا المشروع الطبي العملاق، وهي المرحلة التي تتضمن مبنى طبي كامل التشطيب على
مساحة 11000 متر مربع. المبني الطبي المتطور مُعد لاستقبال مجمع عيادات صغير إلى
متوسط، ومجموعة من العيادات المستقلة ذات التصميم العملي، وصيدلية ومركز للاستشفاء
ومركز للياقة البدنية ومركز للتشخيص ومعمل للتحاليل، بالإضافة لمجموعة من المطاعم
والكافيهات. من المقرر أن يخدم مجمع العيادات الجديد المرضىوالأطباء الذين يسكنون
في المناطق المحيطة بالمشروع في نطاق 30 كم.
يُعد المبنى الجديد جزءا من مجمع طبي أكبر
تبلغ مساحته البنائية 33000 متر مربع، ويتضمن إقامة 3 مبانٍ أخرى من بينها مستشفى
متكامل، أما المبنيان الآخران فيضمان مركزاً طبياً متخصصاً ومجمع عيادات وعيادات
مستقلة بالإضافة لباقة متكاملة من التجهيزات والمنشآت المتنوعة مثل ساحة لانتظار
السيارات وكافيهات ومطاعم. من المتوقع استكمال المرحلة الأولى من المنطقة الطبية
عام 2020.
تأسست ريدكون ميديكال باركس عام 2017، وتُعد
احدى الشركات التابعة لشركة ريدكون للتطوير العقاري، والتي تُعد بدورها احدى شركات
مجموعة ريدكون، المجموعة الرائدة في القطاع العقاري. تُعد ريدكون ميديكال باركس من
الشركات المتخصصة في تقديم باقة متكاملة من الخدمات الخاصة بإقامة المنشآت الطبية
في مصر. وتقدم الشركة خبراتها في هذا المجال لنظم الرعاية الصحية والمستشفيات
ومجموعات الأعمال الطبية والجامعات. تقوم الشركة بإقامة منشآت الرعاية الصحية
والطبية المتخصصة طبقاً لأعلى المعايير والمتطلبات العالمية في هذا المجال.
وتعليقاً على إطلاق المرحلة الأولى من
المشروع، يقول السيد/طارق الجمّال-رئيس مجلس إدارة مجموعة ريدكون: "لم تعد
المنشآت الطبية مجرد مشروع أو صفقة عقارية عادية في الوقت الحاضر. إنّ بناء منشأة
طبية يختلف كثيراً عن إقامة أي نوع آخر من المباني، فهناك العديد من العوامل
والمعايير التي يجب أن يأخذها المطور العقاري في حسبانه عند إقامة هذا النوع من
المباني. إنه مجال له متطلبات كثيرة ويحتاج خبرة ومعرفة تامة من المقاولين
والمطورين الذين يقومون بإنشائه حتى يتمكنوا من النجاح في هذا القطاع" وقد
أوضح الجمّال أنّ السبب وراء تأسيس ريدكون ميديكال باركس يعود إلى توفر خبرات
متخصصة في مجال إقامة المشروعات العقارية لقطاع الرعاية الصحية. ومن خلال مشروعها
الجديد، توفر ريدكون ميديكال باركس باقة من الخبرات المتكاملة في مجالات إدارة
البرامج الطبية، التطوير العقاري وتنفيذ انشاءات المشروع وإدارة الأصول العقارية
للمشروع بالنيابة عن البروج.
ويتحدث الدكتور/شريف مراد-المدير العام الطبي
فيريدكون ميديكال باركس و أحد مؤسسيهاعن المتطلبات والمعايير الواجب توافرها في
المباني الطبية بقوله: "إنّ المباني الطبية التقليدية والمُصممة لاستقبال
مستأجرين لا علاقة لهم بالمجال الطبي في شقق سكنية، لا يمكنها تلبية الاحتياجات
العلاجية الحالية للمرضى والأطباء. وتفتقر المكاتب والعيادات الطبية الحالية
للمساحات المناسبة لاستقبال المرضى الذين يأتون لاستشارة أطباء في تخصصات مختلفة
وهي في الغالب عيادات ومكاتب غير ملائمة لهذا الغرض. وينبغي على المريض الذهاب
للمبنى الطبي الذي قد يبعد عن منزله، ويقوم بزيارات أخرى لمعامل التحاليل ومراكز
الأشعة أو الصيدلية، وهو ما يمثل المزيد من الأعباء عليه."
إنّ هذه التوجهات الجديدة دفعت المطورين
العقاريين وشركات الانشاءات إلى ابتكار طرق وأساليب جديدة لمنشآت طبية بخلاف
المستشفيات تعمل على جذب المزيد من المرضى وتحسين حالتهم وسلامتهم مع توفير أموالهم.
يضيف إسلام عنان-العضو المنتدب لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا-شركة أكسايت:
"تُعد التحليلات السوقية والطلب المجتمعي من العوامل التي تؤثر على الخدمات
التي تقدمها العيادات الخارجية والمراكز الطبية المتنوعة مثل البروجميديكال
ديستركت. وفي الغالب تكون الرعاية الصحية أكثر فعالية وكفاءة عندما تتواجد مراكز
التشخيص في نفس أماكن العيادات الطبية. وتُعد هذه النتائج ثمرة استطلاعات الرأي
المكثفة التي أجرتها ريدكون ميديكال باركس والتي تناولت احتياجات المرضى ومقدمي
خدمات الرعاية الصحية بمنطقة شرق القاهرة. وقد وفرت هذه الدراسات كم هائل من
المعلومات القيّمة كما يقول السيد/ حازم عشري-المؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة ريدكون
ميديكال باركس، حيث يضيف: "إنّ الدراسات السوقية واستطلاعات الرأي حول
احتياجات المرضى والأطباء ومقدمي خدمات الرعاية الصحية أمدتنا بمعلومات قيّمة
للغاية استخدمناها كأساس لتصميمالمباني الطبية المتخصصة والعيادات والتجهيزات
المساعدة في البروج ميديكال ديستركت."
ويتحدث حازم عشري، بالإضافة إلى ما تقدم، عن الحاجة
إلى شركة متخصصة في مجال المباني الطبية، حيث ذكر مجموعة من العوامل التي من أهمها
في الوقت الحالي عنصر التكلفة. فمع ارتفاع الضغوط المالية المرتبطة بعنصر التكلفة،
تجد المنشآت الصحية نفسها في موقف تنافسي غير جيد على مستوى المرضى وأطقم الرعاية
الصحية. يضيف عشري: "إنّ التصميمات المعمارية للمبنى الطبي تُعد أداة هامة
لاجتذاب أفضل الأطباء والمحافظة على استمرارهم في العمل بالمؤسسات الصحية، وكذلك
الأمر بالنسبة لمعظم المرضى. إنّ قرارات المستهلكين تعتمد بشكل رئيسي على التكلفة،
وسرعة الحصول على الخدمة وجودتها ومستوى جودة الرعاية الصحية المقدمة لهم.
وبالتالي فإنّ وجود منشأة طبية تتمتع بشكلها الجمالي المتميز يُعتبر عنصراً
أساسياً يعكس مستوى الجودة المتوقعة من المرضى."
من ناحية أخرى، وكما يرى عشري، فإنّ قطاع
الرعاية الصحية من القطاعات الكثيفة للعمل، ومعظم العاملين في هذا المجال من
العمالة المدربة بشكل احترافي،ولأن 60-75% من مصروفات المستشفيات ترتبط بتكاليف
العمالة، فإنّ وجود تصميم معماري يزيد من كفاءة وإنتاجية العمليات التشغيلية
بالمنشأة الصحية ويقلل من احتياجها للمزيد من العمالة، يكون له تأثير هائل على
أرياحها. وبنفس الطريقة، فإنّ تكاليف التشغيل والصيانة على مدار العمر الإنتاجي
للمنشأة والذي يمتد لحوالي 50 عاماً يمثل 80% من اجمالي التكاليف التشغيلية، ولهذا
فإنّ قيام المصمم المعماري بتسهيل عمليات الصيانة وتقليل التكاليف على مدار العمر
الإنتاجي للمنشأةسيكون له نتائج هائلة على الاستثمارات الصغيرة التي يتم وضعها في
تلك المنشأة عند تأسيسها.
ومن النقاط الهامة التي يشير لها عشري أيضاً،
عنصر البيئة. ففي الماضي، كانت الأمراض المعدية من أخطر المشاكل الصحية التي تواجه
المستشفيات والمنشآت الصحية، وبالطبع كانت النظافة العامة من أهم خصائص بيئة العلاج،
ولهذا فإنّ النظافة العامة للمنشآت الطبية يمثل أهم العواملالتي يجب العناية بها،
وكذلك هناك اعتناء خاص بالبيئة المريحة للمرضى، والتي يجب أن تكون غير مهددة
لسلامتهم. ولهذا تهتم البروج ميديكال ديستركت بهذا الموضوع اهتماماً خاصاً، حيث يدمج
تصميمها عناصر الطبيعة ضمن بيئة العمل. يقول عشري: "إنّ التصميم المتميز
للبيئة الطبية يبدأ بإدراك الاحتياجات الوظيفية الأساسية للمبنى، ولكنه لا يتوقف
عند هذه النقطة، بل يمتد ليشمل الاحتياجات النفسية والشعورية للعاملين ولكل
مستخدمي المبنى."
وأخيراً يشير عشري إلى أن الاستدامة تُعد من
العوامل التي يجب أخذها في الحسبان عن تصميم منشآت الرعاية الصحية، حيث يمكن دمج
العديد من عناصر الاستدامة في تلك المنشآت، بما في ذلك الاستفادة من الإضاءة
النهارية، والمحافظة على استهلاك المياه والطاقة، واستخدام مواد غير سامة في التشطيبات،
واستدامة العمليات التشغيلية والصيانة وغيرها. وفي هذا الإطار يقول عشري:
"يجب أن تتوافق معايير استهلاك المياه والطاقة مع المعايير البيئية لمنشآت
الرعاية الصحية" ولكن بالنسبة لعشري لا يُعد التصميم أو تنفيذ المشروع هو
العنصر الوحيد الحاسم في ذلك، حيث يضيف أنّ الإدارة الجيدة لمباني المنشآت الصحية
يُعد من الأمور الهامة والحرجة للغاية، حيث يتضمن إدارة المخلفات الطبية الخطرة،
وهو ما يتطلب خبرة كبيرة.
إنّ هذه التطورات الإيجابية جاءت في وقتها تماماً خاصة وأنّ مصر تخطت
الـ 100 مليون نسمة، وهو ما يزيد من أهمية تطوير بنية تحتية طبية تسعى لتحسين
وضمان مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى وسلامتهم. ولا يجب أن تواجه منظومة
الرعاية الصحية في مصر أعباء علاج الأمراض المصاحبة للفقر ونقص التعليم فقط، ولكن
عليها أيضاً الاستجابة للأمراض الجديدة المصاحبة لحركة التمدن وتغير أنماط الحياة
بين المواطنين. وبالتالي فإنّ وجود خبرات محلية متخصصة في مجال تطوير المنشآت
الطبية الحديثة يُعد خطوة إيجابية نحو المزيد من الرعاية الصحية الأكثر جودة
وقيمة.