رسوم ترامب تضع صناعة الطيران الأمريكية في مأزق.. وشركات كبرى تضغط لانتزاع إعفاءات جمركية


الاثنين 28 ابريل 2025 | 02:57 مساءً
صناعة الطيران الأمريكية
صناعة الطيران الأمريكية
محمد عاشور

تواجه صناعة الطيران الأمريكية ضغوطًا متزايدة نتيجة الحرب التجارية التي يقودها الرئيس دونالد ترامب وتراجع الطلب على السفر، مما دفعها إلى تكثيف جهود الضغط على البيت الأبيض للمطالبة بإعفاءات من الرسوم الجمركية.

وعقد مسؤولون من القطاع سلسلة اجتماعات مع كبار أعضاء إدارة ترامب، بمن فيهم الرئيس، سعوا خلالها لإعادة تفعيل نظام الإعفاء الجمركي بموجب "اتفاقية الطائرات المدنية لعام 1979"، والذي سمح للقطاع بتحقيق فائض تجاري سنوي قدره 75 مليار دولار، وألغت الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها ترامب هذه الامتيازات التي تمتعت بها الصناعة لعقود.

صناعة الطيران الأمريكية تحت وطأة الرسوم الجمركية

صرح ديفون ماي، المدير المالي لشركة الخطوط الجوية الأمريكية (AAL.O): "يعمل فريق الشؤون الحكومية لدينا بلا كلل لتوضيح أهمية استثناء القطاع من الرسوم الجمركية، والحصول على إعفاء سيساعد الشركات على احتواء التكاليف وسط تراجع حاد في الإنفاق على السفر بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم، وفقًا لوكالة رويترز.

وأقدمت شركات الطيران على خفض عدد الرحلات وإلغاء التوقعات المالية، في محاولة للحفاظ على الهوامش، وسط مقاومة شديدة لارتفاع أسعار الطائرات وقطع الغيار الذي تسعى الشركات المصنعة إلى تمريره نتيجة الرسوم الجمركية، ولم تستبعد شركات الطيران إعادة الطائرات المستأجرة أو تأجيل تسلم طائرات جديدة لتقليل الأعباء المالية.

وقالت ماي: "من الصعب علينا استيعاب فكرة دفع رسوم جمركية على الطائرات، وهو أمر غير منطقي اقتصاديًا".

وأكد كبار المسؤولين التنفيذيين لدى موردي الطائرات والمحركات النفاثة حرصهم على عدم تحمل التكاليف الجمركية، مما زاد من احتمالية التصادم مع عملائهم من شركات الطيران.

فاتورة التعريفات الجمركية

تتوقع شركة بوينغ أن تتحمل رسومًا سنوية تقل عن 500 مليون دولار، بينما قدرت شركة GE Aerospace أن فاتورة التعريفات الجمركية ستتجاوز هذا الرقم، في حين توقعت RTX تكبد نحو 850 مليون دولار سنويًا من التكاليف الإضافية، وسط اعتماد هذه الشركات على استراتيجيات تشمل رفع الأسعار والاستفادة من تراكم الطلبيات.

وحذر لاري كولب، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك إيروسبيس، شركات الطيران من أن التأخير في استلام الطائرات قد يدفع شركات أخرى للحلول محلها، قائلاً: "هناك الكثير ممن يمكن أن يحلوا مكان المتأخرين".

الرسوم الجمركية على الطائرات 

مع حلول نهاية مارس، كان من المتوقع أن تتسلم الخطوط الجوية الأمريكية 14 طائرة جديدة خلال العام، بعضها من تصنيع شركة إيرباص الأوروبية وشركة إمبراير البرازيلية، وتواجه هذه الطائرات، مثل طائرة إيرباص A321 XLR المصنعة في أوروبا، رسومًا جمركية إضافية.

وأضافت ماي: "صعبٌ علينا تصور دفع 10% إضافية أو أكثر على طائراتنا، التي تمثل أكبر استثماراتنا الرأسمالية".

من جانبها، أبدت شركة دلتا إيرلاينز (DAL.N) رفضها لتحمل أي زيادات ناجمة عن الرسوم الجمركية، مشيرة إلى أن الرسوم قد تربك حساباتها المالية، وحتى الطائرات المُجمعة داخل الولايات المتحدة ليست بمنأى عن هذه الأعباء، إذ تخضع الأجزاء المستوردة لرسوم جمركية أيضًا، كما هو الحال بالنسبة للطائرات التي تصنعها إيرباص في ولاية ألاباما.

وأشار أحد كبار المسؤولين في شركات الطيران إلى أن القطاع كان بإمكانه تحمل الرسوم لو كان الطلب على السفر مزدهرًا، إلا أن الحجوزات تراجعت خلال الشهرين الأخيرين، مما أضعف القدرة على رفع الأسعار.

أسعار تذاكر السفر في مارس

سجلت أسعار تذاكر السفر في مارس أكبر انخفاض شهري لها منذ سبتمبر 2021، وفقًا لبيانات وزارة العمل الأمريكية، وسط سعي شركات النقل لتحفيز الطلب عبر خفض الأسعار.

وأوضح شين تاكيت، المدير المالي لشركة طيران ألاسكا (ALK.N)، أن معظم الحجوزات الحالية تتم بأسعار منخفضة نسبيًا، قائلاً: "هذا تحدٍ تواجهه جميع شركات الطيران الآن".

وقالت شركة الخطوط الجوية الأمريكية الأسبوع الماضي إنها لا تتوقع أن يقبل العملاء رفع الأسعار نتيجة للرسوم الجمركية.

وتتوقع جنرال إلكتريك إيروسبيس تراجع عدد رحلات المغادرة الجوية في أمريكا الشمالية، والتي تمثل 25% من حركة الطيران العالمية، مما ينعكس سلبًا على أعمال خدمات ما بعد البيع.

ضغوط مكثفة للحصول على إعفاء

فيما يدافع البيت الأبيض عن الرسوم باعتبارها وسيلة لحماية الصناعة الأمريكية وتعزيز سلاسل التوريد المحلية، يرى قادة صناعة الطيران أن قطاعهم حالة استثنائية، وأوضحوا أن صناعة الطيران تصدر منتجات بأكثر من 135 مليار دولار سنويًا، ومعظم قاعدتها الصناعية تقع داخل الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، قال لاري كولب إنه التقى بالرئيس ترامب وشرح له كيف أسهم نظام الإعفاء من الرسوم في تحقيق أعلى فائض تجاري مقارنة بباقي القطاعات، مضيفاً أن موقف الصناعة بات "مفهومًا" لدى الإدارة الأمريكية، لكنه أقر بأن هذا الملف ليس الوحيد على أجندة الإدارة، قائلًا: "أوضحت أن هذا أمر جيد وسيعود بالنفع على البلاد".