"مصانع الصين تحت الحصار" خطوط إنتاج صامتة وعمال في إجازة قسرية.. هل تنجح هدنة ترامب المتوقعة؟


الخميس 24 ابريل 2025 | 03:18 مساءً
المصانع الصينية
المصانع الصينية
ميسون أبو الحسن

تحت وطأة حرب الرسوم الجمركية الشرسة التي يشنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بدأت المصانع الصينية تشعر بالاختناق، حيث اضطرت العديد منها إلى إبطاء وتيرة الإنتاج وتسريح بعض العمال في عطلات إجبارية، في مشهد يعكس حجم الضرر الذي لحق بالاقتصاد الصيني جراء هذه المواجهة التجارية.

ففي الوقت الذي تواجه فيه غالبية السلع الصينية رسومًا جمركية أمريكية تصل إلى 145% على الأقل، يكشف ملاك المصانع عن إلغاء أو تعليق الطلبات من قبل المستهلكين الأمريكيين، الأمر الذي لم يترك لهم خيارًا سوى خفض الإنتاج بشكل كبير، وفقًا لما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز.

وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 15% من إجمالي الصادرات الصينية كانت تتجه نحو السوق الأمريكية في العام الماضي، مما يوضح مدى الارتباط الوثيق بين اقتصادي البلدين وتأثر الصين المباشر بأي تغييرات في السياسات التجارية الأمريكية.

وقد انتشرت على نطاق واسع منشورات لعشرات العمال الصينيين على منصات التواصل الاجتماعي، تضمنت صورًا مؤثرة لخطوط إنتاج خالية من الحركة وإشعارات رسمية بتعليق العمل، مما يجسد بوضوح التأثير المدمر للتعريفات الجمركية على أرض الواقع.

ويؤكد هؤلاء العاملون أن الحرب التجارية قد أدت إلى توقف الإنتاج لمدة أسبوع أو أكثر داخل المصانع التي تنتج مجموعة واسعة من السلع، بدءًا من الأحذية والملابس وصولًا إلى الأجهزة الكهربائية.

كما أعلن بعض أصحاب المصانع عن إجراءات تقشفية أخرى، مثل تقليل أيام العمل الأسبوعية أو إلغاء عطلات نهاية الأسبوع في محاولة يائسة لخفض التكاليف.

وفي شهادات متطابقة، أكدت ثلاث وكالات توظيف تعمل مع المصانع في مقاطعة غوانغدونغ الحيوية أن عددًا متزايدًا من المصانع يتجه إلى خفض ساعات العمل الإضافية، بينما تتجه الشركات التي تعتمد بشكل كبير على الطلب الأمريكي إلى وضع المصنع بأكمله في عطلة غير مدفوعة الأجر.

يُذكر أن الصين، التي حققت فائضًا تجاريًا ضخمًا بلغ نحو تريليون دولار في العام الماضي، قد ردت على تعريفات ترامب بتطبيق رسوم إضافية بنسبة 125% على الواردات القادمة من الولايات المتحدة في محاولة لممارسة الضغط المقابل.

إلا أن تقارير صحفية صدرت أمس أفادت بأن البيت الأبيض يدرس حاليًا خيارًا قد يمثل تهدئة مؤقتة للحرب التجارية، وهو خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الصين بنسبة تتراوح ما بين 50% إلى 65%.

لكن في تطور جديد، أعلنت وزارة التجارة الصينية اليوم بشكل قاطع أنه لم يتم عقد أي اجتماعات تجارية مع الجانب الأمريكي في الوقت الحالي لمناقشة هذه المقترحات أو غيرها.