أعلنت شركة "بي آر إف" (BRF) البرازيلية عن إطلاق مشروع ضخم جديد في قلب المملكة العربية السعودية، الذي يهدف إلى تعزيز تواجد الشركة العملاقة في السوق السعودي، والذي يشهد جهودًا مكثفة لتعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي.
ويُعد المصنع الجديد، الذي تبلغ تكلفته الاستثمارية 160 مليون دولار، ثالث مشاريع "بي آر إف أرابيا"، الكيان المشترك بين الشركة البرازيلية وصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
أيمن ومتى يبدأ المصنع عمله؟
ومن المقرر أن يبدأ هذا الصرح الغذائي عملياته في مدينة جدة، خلال النصف الأول من العام القادم، بطاقة إنتاجية هائلة تصل إلى 40 ألف طن سنويًا من الأغذية المصنعة.
سينضم هذا الإنتاج الضخم إلى نحو 15 ألف طن ينتجها المصنع الحالي للشركة في الدمام، مما يعزز بشكل كبير قدرات "بي آر إف" الإنتاجية في المملكة.
وتأتي هذه الخطوة الجريئة في سياق سعي محموم من كبرى الشركات البرازيلية لترسيخ أقدامها في منطقة الشرق الأوسط الواعدة. وتكتسب السعودية أهمية استراتيجية خاصة، كونها خامس أكبر مستورد للدجاج على مستوى العالم والأولى في معدلات الاستهلاك على مستوى المنطقة.
وتتبوأ "بي آر إف" مكانة رائدة في سوق المنتجات الحلال، بينما لا تتوانى منافستها البرازيلية "جيه بي إس" عن ضخ استثماراتها في المنطقة.
اعتماد السعودية على المنتجات الغذائية البرازيلية
وتعكس هذه الاستثمارات الضخمة اعتماد المملكة المتزايد على الصناعة الغذائية البرازيلية لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في إنتاج 80% من احتياجاتها من الدجاج محليًا بحلول عام 2030، مقارنة بنسبة تقارب 70% حاليًا.
وتسعى السعودية بخطى حثيثة لتعزيز أمنها الغذائي في أعقاب الاضطرابات العالمية التي أحدثها وباء كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، والتي ألقت بظلالها القاتمة على سلاسل الإمداد ودفعت الأسعار إلى مستويات قياسية.
وفي تصريح له، أكد إيغور مارتي، نائب رئيس "بي آر إف" للأسواق الحلال، أن "هذا الاستثمار يتماشى بشكل وثيق مع رؤية السعودية 2030، التي ترتكز على ثلاثة محاور أساسية تتلاقى مع أنشطتنا، وهي الأمن الغذائي، ونقل التكنولوجيا المتقدمة إلى المملكة، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب السعودي".
يُذكر أن "بي آر إف" قد أعلنت عن مشروعها المشترك في السعودية عام 2022، وفي خطوة استراتيجية أخرى، استحوذ المشروع في أواخر العام الماضي على حصة تبلغ 26% في شركة "الضُحى للدواجن"، التي تُعد من بين أكبر عشر شركات منتجة للدجاج في المملكة، مما يعزز من طموحات الشركة البرازيلية في السيطرة على جزء كبير من سوق الدواجن السعودي المزدهر.