تعيش مدينة "يي وو" الصينية، المعروفة عالمياً بلقب "مدينة الكريسماس"، قلقاً متصاعداً مع تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، هذه المدينة التي تصدر نحو 90% من مستلزمات الزينة الخاصة بالأعياد إلى الولايات المتحدة، باتت تواجه شتاءً اقتصادياً غير مألوف، بسبب التصعيد والحدام بين واشنطن وبكين.
مدينة الكريسماس تواجه أزمة تجارية في الصين
تعد مدينة الكريسماس أكبر سوق جملة في العالم للسلع الخفيفة، تمتد آلاف المحال على مساحة تقارب 1000 فدان، أي ما يعادل 750 ملعب كرة قدم.
مدينة الكريسماس
تعج مدينة الكريسماس بممرات ضيقة تصطف على جانبيها منتجات متنوعة، من دمى سانتا الموسيقية إلى الأشجار الاصطناعية، وأدوات التخييم وقبعات الحملة الانتخابية الأميركية، الإ ان الحركة فيه لم تعد كما كانت، فغياب المشترين الأميركيين بات ظاهراً، وصدى التوترات التجارية يُسمع في كل زاوية من السوق.
خسائر فادحة وتجار في مأزق
تقول ران هونغيان، وهي بائعة زينة كريسماس تعمل في السوق منذ 15 عاماً، خلال حديثها مع "CNN"، أن بعض عملائنا الدائمين توقفوا عن التعامل معنا، ونحن حزينون جداً، متابعة "فمنذ فرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب رسومًا جمركية وصلت إلى أكثر من 145% على منتجات صينية، تغيّرت المعادلة جذريًا".
وأكدت بائعة زينة كريسماس، أنها فقدت ثمانية من أصل عشرة عملاء أميركيين هذا العام، ما كبّدها خسائر فادحة قُدّرت بنحو 135 ألف دولار.
وبرغم محاولاتها الحثيثة لتقديم خصومات مغرية، لم تنجح "ران هونغيان" في الحفاظ على عقودها المعتادة، لتواجه مصيراً اقتصادياً غامضاً، على الرغم أن السوق الأميركية لم تكن الأكبر، إلا أنها كانت الأهم بالنسبة لها نظراً لعلاقاتها طويلة الأمد مع عملائها هناك.
انعكاسات واسعة النطاق
تظهر بيانات الجمارك المحلية أن "مدينة الكريسماس" صدرت ما قيمته 81 مليار دولار من السلع في العام الماضي، منها 11.5 مليار إلى الولايات المتحدة. إلا أن غياب المشترين الأميركيين ألقى بظلاله القاتمة، حتى أن قناة CNN خلال جولة داخل السوق لم تصادف أي زبون أميركي واحد، في حين امتنع العديد من البائعين عن الإدلاء بتصريحات خوفاً من رقابة السلطات.
حتى أولئك الذين لا يبيعون للسوق الأميركية، بدؤوا يشعرون بتأثير الأزمة. تقول لي شينياو، التي تدير متجراً للزهور الاصطناعية منذ أكثر من 30 عاماً:"حتى لو كنا نؤمن بأن الصين ستتعافى، تبقى أميركا الأقوى والأغنى، وكل ما تفعله يؤثر على العالم بأسره إذا لم نتمكن من عيش حياة سعيدة، من سيهتم بشراء الزينة؟"
البحث عن أسواق بديلة
في مواجهة هذا التراجع، بدأ العديد من التجار في "يي وو" تحويل بوصلتهم التجارية نحو أوروبا والدول النامية، كما بدأت الصين منذ عام 2018 بتقليص اعتمادها على السوق الأميركية، فهبطت حصة صادراتها إليها من 19.2% إلى 14.7% في 2024.
تقول نيي تسي تشين، بائعة زينة الهالوين:"أنا الآن أوجّه كل البضائع التي أوقفها عملائي الأميركيون نحو الاتحاد الأوروبي."