تحدث الدكتور عباس شراقي، خبير الموارد المائية، عن غرق بعض أراضي طرح النهر خلال الأيام الماضية.
غرق بعض أراضي طرح نهر النيل
وقال "شراقي" عبر حسابه على "فيسبوك": الأراضى التي غرقت في المنوفية أو غيرها الأيام الماضية هي أراضي طرح نهر النيل أي أجزاء من جوانب النهر أو جزر لايصلها غالبا المنسوب المعتاد للنيل، وتسمح وزارة الري للمزارعين باستئجارها مع علمهم بأن مياه النيل ممكن أن ترتفع في أي وقت، والمعتاد أن يرتفع منسوب النيل في بعض السنوات مرتفعة الأمطار وفيها تملأ بحيرة السد العالي وفي حالة استمرار الفيضان يتم فتح مفيض توشكى وإذا زاد الإيراد يتم فتح بوابات أخرى من السد العالي مما يؤدى إلى ارتفاع منسوب النيل وغرق بعض أراضي طرح النهر، وهذا يحدث مرة كل عدة سنوات في شهر سبتمبر أو أكتوبر.
وأضاف: قامت وزارة الري بتاريخ 2 أكتوبر 2024 بإخطار المحافظات الواقعة على نهر النيل باحتمالية غمر بعض أراضي طرح النهر، وهذا متوقع في ذلك التوقيت، ولكن الأوضاع المائية الحالية في شهر إبريل سواء في سد النهضة أو السد العالي لاتدعو إلى زيادة التدفق من بحيرة ناصر بالشكل الذي تم خلال الأيام الماضية حيث أن منسوب بحيرة ناصر في أقل مستواياته خلال هذا الوقت من العام وهو الربع الأخير من السنة المائية التي تنتهي في يوليو بعدها يبدأ استقبال مياه العام الجديد، وتوربينات سد النهضة لا تعمل والتصريف منه حاليا فى أقل مستوياته بنحو 12 مليون متر مكعب/يوم، كما أننا في نهاية الموسم الزراعي الشتوي وفيه يبدأ المزارعون في حصاد المحاصيل وعلى رأسها القمح، والموسم الصيفي لم يبدأ بعد وفيه زراعة الأرز وهو المحصول الشره للمياه، كما أن حرارة الجو لم ترتفع بعد حيث أننا في فصل الربيع وفيه متوسط الحرارة نهارا 20-30 درجة مئوية، والتغيرات الهيدرولوجية في نهر النيل تحتاج مئات بل آلاف السنوات، وكذلك التغيرات المناخية، ولكن التذبذب في إيراد النيل يحدث منذ آلاف السنين منها السبع سنوات السمان والسبع العجاف، وسنوات الجفاف فى الفترة 1981-1987.
واختتم: غياب التنسيق بين مصر والسودان مع إثيوبيا بخصوص سد النهضة نتيجة عدم الاتفاق يسبب حالة من الغموض والارتباك في التخطيط للسياسة المائية والزراعية، خصوصا في السدود السودانية الأصغر حجما من السد العالي، نتيجة عدم معرفة خطة التشغيل والتصريف من سد النهضة، ومن المتوقغ فتح بوابات المفيض العلوي أو السفلي الأسابيع القادمة خاصة إذا استمر تعثر تشغيل التوربينات بكفاءة.