قبل ارتفاع الأسعار.. المواطنين الأمريكيين يخزنون السلع الأساسية بسبب تعريفات ترامب الجديدة


الثلاثاء 08 ابريل 2025 | 07:43 مساءً
المواطنين الأمريكيين يخزنون السلع الأساسية بسبب تعريفات ترامب الجديدة
المواطنين الأمريكيين يخزنون السلع الأساسية بسبب تعريفات ترامب الجديدة
وكالات

تشهد الأسواق الأمريكية حالة من الاضطراب، وسط تسارع وتيرة الإقبال على تخزين السلع الأساسية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية جديدة على الواردات. هذه الخطوة أثارت موجة من القلق في صفوف المستهلكين الذين يسارعون لتأمين احتياجاتهم قبل أن ترتفع الأسعار بشكل حاد، في مشهد يعيد إلى الأذهان أزمات نقص السلع خلال جائحة كورونا.

ارتفاع المخاوف من التضخم الجمركي

مع دخول التعريفات الجديدة حيّز التنفيذ، بدأت ملامح التوتر الاقتصادي تتجلى بوضوح، إذ أشار تقرير صادر عن منصة "ياهو فايننس" إلى تنامي القلق الشعبي من موجة ارتفاعات متوقعة في الأسعار. ووفقًا لمؤسسة "تاكس فاونديشن" البحثية غير الحزبية، قد تُكبّد السياسات الجمركية الجديدة الأسر الأمريكية تكلفة إضافية تصل إلى 3.1 تريليون دولار خلال العقد المقبل، بما يعادل نحو 2,100 دولار من الأعباء الضريبية على كل أسرة أمريكية في عام 2025 فقط.

هاجس نقص الإمدادات يعيد مشاهد كورونا

ومع تنامي هذا القلق، بدأت ممارسات التخزين العشوائي تعود إلى الواجهة. ويرى مانش كابور، مؤسس شركة "GCG" المتخصصة في إدارة سلاسل التوريد، أن الاندفاع الكبير نحو شراء كميات ضخمة من السلع ليس إلا نتيجة مباشرة للخوف المتنامي من عودة أزمة نقص الإمدادات. وقال في تصريحات خاصة إن "الناس لا يريدون أن يعيشوا مجددًا تجربة رفوف المتاجر الفارغة، لذلك يتصرفون بسرعة لشراء وتخزين ما يمكنهم الآن".

السيارات ضمن دائرة التخزين.. والطلب يرتفع

القلق لا يقتصر على السلع الغذائية، بل امتد ليشمل سلعًا أخرى كالمركبات، إذ سجلت بعض وكالات بيع السيارات في الولايات المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في المبيعات خلال الأسابيع الأخيرة. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه ترامب عن تعريفة جمركية قد تصل إلى 25% على السيارات المستوردة بالكامل، ما دفع المستهلكين إلى الإسراع في إتمام عمليات الشراء.

وأكد نيك تشوينشيت، مدير المبيعات في وكالة "فالي سوبارو" بولاية كولورادو، أن الزبائن باتوا يتسابقون لحجز سياراتهم، موضحًا: "حتى لو فُرضت الرسوم، سيظل الناس يشترون، لكن الأسعار ستكون أعلى بكثير".

مشهد المتاجر يتغير من التسوّق اليومي إلى الشراء الاستباقي

وفي أحد متاجر "وول مارت" بولاية نيوجيرسي، رُصد المواطن الأمريكي توماس جينينغز، 53 عامًا، وهو يملأ عربته بكميات كبيرة من العصائر، والدقيق، والمواد الغذائية المعلبة، في خطوة استباقية لما يراه "ركودًا اقتصاديًا قادمًا". وقال جينينغز في تصريحاته للتقرير: "أشتري كل شيء بكميات مضاعفة... هناك ركود قادم، وأنا أستعد للأسوأ".

مستقبل الأسعار غامض.. والأسر الأمريكية في حالة ترقب

في ظل هذه السياسات الجمركية، تسود حالة من الغموض حول مستقبل الأسعار، ما يعمّق حالة الترقب لدى المواطن الأمريكي. ويخشى كثيرون من أن تكون هذه التحركات بداية لسلسلة من الأزمات الاقتصادية التي قد تزيد من الأعباء المعيشية على ملايين الأسر، خاصة في ظل التوقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي وتزايد مخاطر الركود.