وول ستريت جورنال : مصر ستصبح مركزًا لتوزيع لقاح كورونا الروسي والصينى والأمريكي


الثلاثاء 27 أكتوبر 2020 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

أفاد الصحافي جاريد مالسين في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن مصر تبدو كأرضية قوية بالنسبة إلى القوى العالمية التي تسعى إلى تصدير لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد في العالم النامي.

وقال إن مصر، بسكانها البالغ عددهم مئة مليون نسمة تقريبًا، وقدرتها على تصنيع اللقاحات وموقعها الاستراتيجي قد جعل منها منصة إطلاق جذابة لصانعي اللقاحات الروس والصينيين والغربيين.

وأضاف : سبق للمسؤولين الصينيين أن قالوا إنهم يريدون أن يجعلوا مصر مركزاً لتصنيع اللقاحات للسوق الأفريقية، مع إعلان شركة حكومية لتصنيع الدواء إطلاق شراكة مع هذا البلد لبدء تجارب على الأشخاص. وفي الوقت نفسه، وافقت شركة مصرية خاصة على استيراد ملايين الجرعات من لقاح في إطار اتفاق مع صندوق الثروة السيادي الروسي.

ولفت الكاتب، إلى أن مصر تجري أيضاً محادثات لاستيراد ملايين الجرعات من لقاح يطوره باحثون في جامعة أوكسفورد بالشراكة مع أسترازينيكا بي إل سي. وكل هذه الاتفاقات تنتظر موافقة من السلطات المصرية.

وذكّر بأن الحكومات في أنحاء العالم يناقشون التوقيت الذي سيبدأون به توزيع اللقاحات على الناس، في الوقت الذي يسّرع المصنعون تطوير اللقاح. 

وتندفع الصين وروسيا نحو دول أخرى أيضًا، لكن حجم مصر وموقعها وخبرتها في تصنيع اللقاحات قد وفروا رافعة للحكومة كي تساوم على أفضل الأسعار من المزودين العالميين، وفق ما يقول خبراء في الصحة العامة.

ويرى مدير مؤسسة اللقاحات في سيول الدكتور جيروم كيم أن «هناك نوعًا من اللقاح الجيوسياسي...إنهم يفعلون تماماً ما تفعله الدول ذات الدخل العالي، باستثناء أنه ليست لديهم الأموال لإنتاجها، لذلك يجرون مفاوضات».

وقال الكاتب، إن أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث الكثافة السكانية، طورت امكاناتها لانتاج اللقاحات بعدما واجهت موجة من إنفلونزا إتش1إن1 قبل عشرة أعوام. وفي فترة متأخرة، نفذت مصر حملة واسعة وناجحة لاستئصال فيروس التهاب الكبد سي من طريق الفحوص والعلاج. وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر نعيمة الجاسر، إن وفداً من المنظمة أجرى مؤخراً تقييماً لمصنع مصر الرئيسي للقاحات في ضواحي القاهرة ووجد أنه لا يحتاج إلا إلى بعض التعديلات من أجل انتاج لقاحات ضد كورونا. وأضافت أن ذلك يعتبر بمثابة «أخبار جيدة».

وقال : ومع ذلك، عانت مستشفيات مصر مع الموجة الأولى من كورونا، مما جعل اتحاد الأطباء يصدر تحذيراً من أن النظام الصحي في البلاد على وشك الانهيار. وأعلنت السلطات عن 105 آلاف إصابة بالفيروس و6 آلاف وفاة. أما عملية الفحوص فهي متاخرة عن دول أخرى. ويقول مسؤولون حكوميون إن سرعة انتشار العدوى من المرجح أن تكون أكثر بعشرة أضعاف مما هو معلن. ومع إن نسبة العدوى من الناحية الرسمية قد انخفضت، فإن المسؤولين يخشون من موجة ثانية في الأشهر المقبلة.

واعتبر أن اللقاحات المصنوعة في الصين من المتوقع أن تكون أرخص وأن تشكل بديلاً متوفراً وجاهزاً للقاحات قد تطورها أوروبا والولايات المتحدة، على رغم قلق الخبراء حيال فاعليتها.

وقال : ومصر هي الدولة الرابعة التي تجري اختبارات على لقاحات صينية محتملة، بالإضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن. وفي مصر، تروج الحكومة للقاح محتمل تصنعه شركة سينوفارم الصينية، وذلك عبر إعلانات تلفزيونية تحاول اقناع 6 آلاف متطوع للمشاركة في التجارب عليه. 

وعمدت وزيرة الصحة هالة زايد إلى حقن نفسها بلقاح على مرحلتين في سبتمبر وأكتوبر، كي تحفز على جلب متطوعين.

ورأى الكاتب، أن الاتفاقات في شأن اللقاحات قد تقرب مصر أكثر من الصين، في سياق محاولات عدة في الأعوام الأخيرة من أجل تعميق العلاقات بين البلدين.