خبير يكشف مشكلات في تصميم سد النهضة.. ويحذر من سيناريو الانهيار


الاحد 02 مارس 2025 | 04:12 مساءً
سد النهضة
سد النهضة
أحمد رجب

كشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن السر الذي يدفع إثيوبيا بعدم تمرير المياه من الممر الأوسط لسد النهضة، الأمر الذي دفع إثيوبيا لفتح المفيض بعد غلقه.

الموقف الحالي لسد النهضة جميع التوربينات لا تعمل

كما كشف الباحث هاني إبراهيم عن وجود تجويف أمام العتبة الرئيسية لسد النهضة، أسفل الممر الأوسط، حيث تعرضت لتجويف بعمق يتراوح من 2 إلى 4 أمتار بسبب انهمار المياه من الممر الأوسط خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن السد يواجه بعض المشاكل التي لم يتم عمل حسابها.

وأكد هاني إبراهيم أن إثيوبيا تقوم حاليًا بتشغيل التوربينات بشكل جزئي، وليس كامل، كما تزعم، وأن الـ13 توربين لا يعمل منها سوى 2 توربين منخفضين و3 علويين، لكن تدفق المياه لا يعكس تشغيل التوربينات.

وقال الباحث في الشأن الإفريقي هاني إبراهيم عن الموقف الحالي في سد النهضة: "الموقف في السد الكارثي.. تشغيل التوربينات يتم بشكل جزئي وليس كامل كما تدعي إثيوبيا التوربينين المنخفضين بشكل جزئي "وحدات أرقام 9 و10".. التوربينات العلوية يتم تشغيلها بشكل تبادل مع تشغيل تجريبي لأحد التوربينات".

وأوضح الباحث هاني إبراهيم أن "السد مفترض يضم 13 توربين، ولا يعمل به سوى 2 منخفضين، بالإضافة إلى 3 علوية؛ أعلنت عنهم إثيوبيا، لكن التدفق لا يعادل بأي حال من الأحوال تشغيل هذا العدد من التوربينات.. مازالت هناك أعمال تتم في حوض تهدئة المفيض الرئيسي للسد".

تجويف أمام عتبة السد وعدم تشغيل الممر الأوسط

وعن تسمية سد النهضة بـ الكارثي، كشف الباحث هاني إبراهيم أن "السد معروف أنه كارثي.. بالنسبة لمعرفة الحقيقة.. هناك تجويف أمام العتبة الرئيسية للسد، أسفل الممر الأوسط، تعرضت لتجويف بعمق يتراوح بين 2 لـ4 متر بسبب انهمار المياه من الممر الأوسط خلال السنوات الماضية".

وتساءل هاني إبراهيم عن تجويف أمام عتبة السد، فقال:"هل تمت معالجته أم تركه؟"، مؤكدًا أنه السر في عدم سماح مرور المياه من الممر الأوسط لسد النهضة، فقال: "ولذلك لم يتم السماح بمرور المياه من الممر الأوسط هذا العام، رغم وصول السد لسعة 72 مليار وكان ينقصه فقط 2 مليار لمرور المياه"

ووجه الباحث هاني إبراهيم تساؤلاته إلى الجانب الإثيوبي قائلًا: "قمتم بتشغيل المفيض الغربي "الجانبي"، وقمتم أيضا بغلقه عدة مرات، ومع اقتراب ارتفاع سعة السد، كنتم تقومون بتشغيل المفيض حتى لا تمر المياه من الممر الأوسط ودعك من مبرر عدم الانتهاء من الجسر أعلى السد بأنه كان العائق".

وتابع الباحث هاني إبراهيم "هل تعلم أن عرض الممر الأوسط تم تقليصه من 275 متر في التصميم الأولي لـ 260 مترا لأسباب تتعلق بالبناء "غير معروفة".

وقال هاني إبراهيم: "هل تعلم أن تشغيل ممرين الاستخدامات بعد أسابيع قليلة من الملء الرابع، في نهاية أكتوبر 2023 كان بسبب تخفيف حدة انهمار المياه من الممر الأوسط بسبب مسألة التجويف في التربة."، متسائلًا: "وهل قمتم بمعالجة الأمر أم لا؟".

خطورة ظهور التجويف أمام عتبة سد النهضة

وأوضح الباحث هاني إبراهيم أن "خطورة التجويف ليست كبيرة، ولكن توضح أمرا هاما جدًا أن السد يواجه بعض المشاكل التي لم يتم عمل حسابها، وانتم تقومون بتعديل التصميم وتغيير سياسة التشغيل وفق ذلك، كما أن تقليص عرض مفيض أعلى السد بواقع 15 مترا عن التصميم الأساسي للسد يؤكد أن السد لم يخضع لدراسات فعلية بشكل مثالي".

وقال هاني إبراهيم "تفاقم التجويف كفيل بتكرار سيناريو سد كاريبا، وهو من تصميم وتنفيذ الشركة الايطالية المسئولة عن السد الكارثي".

جدير بالذكر أن سد كاريبا في حالة خطيرة، فقد تم افتتاحه في عام 1959، وكان مبنيًا على طبقة صلبة من البازلت، لكن على مدى السنوات الخمسين الماضية، تسببت السيول المتدفقة من المفيض في تآكل هذه الطبقة الصخرية، مما أدى إلى حفر حفرة ضخمة أدت إلى تقويض أسس السد.