سجلت العاصمة السعودية الرياض ارتفاعًا ملحوظًا في إيجارات المكاتب بنهاية العام الماضي، حيث بلغت نسبة الزيادة 18%، مدفوعة بالطلب القوي والنقص في المعروض من المساحات المكتبية، وفقًا لتقرير صادر عن شركة (CBRE) الشرق الأوسط.
ولم تقتصر الزيادة على الرياض فقط، بل شهدت مدينتا جدة والدمام ارتفاعًا في الإيجارات بنسب 10% و12% على التوالي، ما يعكس التوجه المتزايد نحو الاستثمار في القطاع العقاري التجاري. وأوضح التقرير أن الطلب القوي ومحدودية العرض تعزز من قدرة الملاك على رفع قيمة العقود.
الشركات العالمية تتجه نحو الرياض لتأسيس مقراتها الإقليمية
أكد ماثيو غرين، رئيس قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في (CBRE)، أن الاهتمام المتزايد من الشركات العالمية بإنشاء مقراتها الإقليمية في العاصمة السعودية يعكس جاذبية الاقتصاد المحلي، المدعوم بازدهار القطاع غير النفطي الذي يُعد حجر الأساس في استراتيجية التنويع الاقتصادي لرؤية 2030.
وكانت المملكة قد أعلنت في فبراير 2021 عن قرارها بعدم منح أي عقود حكومية للشركات التي لا يقع مقرها الإقليمي في السعودية، اعتبارًا من نهاية 2023. هذا القرار، إلى جانب الحوافز الضريبية التي تشمل إعفاءً لمدة 30 عامًا من ضريبة الدخل، عزز من توجه الشركات متعددة الجنسيات نحو الرياض.
وبحسب البيانات، تجاوز عدد الشركات العالمية التي حصلت على تراخيص لإنشاء مقراتها الإقليمية في الرياض 570 شركة، متجاوزًا المستهدف البالغ 500 شركة بحلول 2030. ومن أبرز هذه الشركات: "إيرباص"، "أوراكل"، "فايزر"، "بوينغ"، "سامسونغ"، "أمازون"، و"غولدمان ساكس".
القطاع السكني يواصل النمو مع ارتفاع قيمة الرهون العقارية بنسبة 17%
شهد القطاع السكني في السعودية نموًا لافتًا خلال عام 2024، حيث ارتفعت قيمة الرهون العقارية بنسبة 17%، مدفوعة بالطلب المتزايد على الوحدات السكنية في المدن الرئيسية، مثل الرياض وجدة والدمام.
ووفقًا لتقرير (CBRE)، انعكس هذا الطلب المرتفع على أسعار العقارات والإيجارات، حيث سجلت الرياض نموًا في الأسعار بنسبة 6% خلال العام الماضي. ويتوقع التقرير استمرار هذا الاتجاه الصاعد خلال السنوات المقبلة بفضل النمو السكاني السريع والعوامل الديموغرافية الإيجابية.
قطاع التجزئة يعكس قوة الاقتصاد السعودي رغم تباطؤ النمو
أظهر قطاع التجزئة السعودي أداءً قويًا خلال عام 2024، محققًا نموًا بنسبة 9% مقارنة بعام 2023، مدفوعًا بشكل أساسي بقطاع المأكولات والمشروبات.
ورغم تباطؤ نمو القطاع إلى 7% في 2024 مقارنةً بـ14% في العام السابق، فإن الانتهاء من إنشاء عدة مراكز تجارية جديدة خلال السنوات المقبلة قد يساهم في موازنة السوق، ويوفر فرصًا أكبر للمستأجرين في ظل ارتفاع معدلات الإشغال الحالية.
قطاع الضيافة يواجه منافسة متزايدة مع التوسع في إنشاء الفنادق
على الرغم من ارتفاع عدد الزوار الوافدين إلى السعودية في 2024، إلا أن زيادة المعروض الفندقي أدت إلى انخفاض طفيف في معدلات الإشغال بنسبة 1.7% في ديسمبر مقارنة بالعام السابق.
ومع ذلك، ساهم ارتفاع متوسط أسعار تأجير الغرف اليومية بنسبة 2.1% في الحفاظ على استقرار الإيرادات لكل غرفة متاحة. وتتوقع (CBRE) أن يشهد قطاع الضيافة منافسة قوية خلال الفترة المقبلة، خاصة في مدينتي جدة ومكة، مع افتتاح عدد كبير من الغرف الفندقية خلال العامين المقبلين.
السعودية تستهدف 150 مليون سائح سنويًا بحلول 2030
استقبلت السعودية 30 مليون سائح دولي في عام 2024، بزيادة عن 27 مليونًا في العام السابق، ما رفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5%، في طريقه للوصول إلى النسبة المستهدفة البالغة 10% بحلول 2030.
وتسعى المملكة إلى جذب 70 مليون سائح أجنبي سنويًا، مع إجمالي 150 مليون سائح محلي ودولي، مستفيدة من المبادرات الاستثمارية الضخمة والأحداث الرياضية الكبرى، مثل استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034.