تشكل الجزر الخاصة أماكن لسكن وعيش واسترخاء الأثرياء بشكل حصري دون غيرهم، حيث إن أغلب الناس لم يحصل أن تمكن أصلاً من زيارة جزيرة خاصة ومعزولة ليعيش تجربة الهدوء التام ليلاً ونهاراً، ويعيش تجربة العزلة الكاملة عن الناس.
ويبدو أن مالكي إحدى الجزر البريطانية الخاصة قرروا كسر هذا الاحتكار وإتاحة الفرصة لعوام الناس حتى يتمكنوا من العيش بهذه التجربة، حيث باتت جزيرة فارهة وخلابة معروضة للإيجار بالكامل في القناة الانجليزية (بين بريطانيا وفرنسا) مقابل 40 جنيهاً استرلينياً فقط (نحو 50 دولار أميركي).
وقال تقرير نشرته جريدة "Metro" البريطانية، إن "هناك جوهرة صغيرة في القناة الإنجليزية متاحة للإيجار مقابل 40 جنيهاً إسترلينياً فقط في الليلة الواحدة".
وتقع جزيرة ليهو قبالة الساحل الغربي لجزيرة غيرنزي، ولم يتبق منها سوى مبنى واحد صالح للسكن، وهو منزل واحد، وتدير هذه الجزيرة مؤسسة "ليهو" الخيرية، ولا يمكن الوصول إلى المنزل إلا عبر ممر صخري أثناء انخفاض المد لمدة أسبوعين كل شهر.
وكانت المنطقة ذات يوم جزءاً من صناعة حصاد الأعشاب البحرية المزدهرة ولكنها الآن خالية تماماً، بحسب ما يقول التقرير.
كما تشير الصحيفة إلى أن إشارة الإنترنت سيئة للغاية في تلك الجزيرة، حيث يصعب تشغيل مقاطع الفيديو أو الأفلام على شبكة "نتفليكس" أو حتى تشغيل المقطوعات الموسيقية بسبب ضعف التغطية، ولذلك فلا يحتوي المنزل الموجود في الجزيرة على تلفزيون أو نظام صوت، ولكن هذا يجعله مكاناً مثالياً للهروب بعيداً عن الشبكة.
ويتم تشجيع الزوار على وضع هواتفهم المحمولة في درج والاستمتاع بالجمال الطبيعي للمكان، لأنه بمجرد وصولك إلى الجزيرة، لن يكون من السهل النزول منها.
ويقول التقرير إن حجز الإقامة في المنزل يعني أنك ستكون المقيم الوحيد في الجزيرة خلال ذلك الوقت، لذلك لا يوجد خوف من الاصطدام بجيران مزعجين أو الاضطرار إلى التحدث مع آخرين في المكان.
وبالطبع، يأتي هذا مع بعض العقبات في الواقع، حيث يتعين عليك حمل حقائبك على طريق زلق لمسافة ربع ميل في سباق ضد الأمواج المتدفقة التي تغطيها، لذا، يوصى بحزم أمتعتك بشكل خفيف، كما سيتعين على الشخص توفير الطعام لنفسه لأنه لا يتوافر في الجزيرة أية خدمات بما في ذلك خدمات توصيل الطعام والمواد الغذائية.
وبمجرد وصولك إلى وجهتك، فإن الأمر يستحق كل هذا العناء، حيث يمكنك استبدال صخب الحياة اليومية بالسلام والهدوء داخل مسكن من الطوب المريح، وإذا كنتَ من عشاق الطبيعة أو تعيش ببساطة من أجل الهواء الطلق، فهناك الكثير من الاستكشاف الذي يمكنك القيام به، من أنقاض دير الجزيرة القديم إلى بركة فينوس، التي تتشكل بشكل طبيعي عند انخفاض المد.
وبالإضافة إلى المناظر الخلابة، يمكن للسياح الاستفادة من حقيقة أن جزيرة "ليهو" هي موقع تعشيش ومأوى مهم للعديد من أنواع الطيور المهاجرة، لذا فإن ما تفتقر إليه الجزيرة من وسائل الراحة يعوضه المناظر الطبيعية والحياة البرية، مما يعني أنه لن يكون من الصعب صنع متعتك الخاصة.